22 الاعلامي
يجمع الشعبين الشقيقين الأردني والمصري قواسم مشتركة في ضوء العلاقات والروابط الراسخة والممتدة تاريخيا، ومنها اقتران بعض مظاهر الاحتفال بالأعياد، كتبادل الزيارات العائلية وتقديم أطباق الطعام والحلوى والتجمعات الأسرية، إلى جانب ساحات الصلاة الجماعية، وتزيين الشوارع والميادين.
وقال عدد من المصريين، منهم الذين يقيمون في الأردن، وآخرون قضوا أوقاتا طويلة هناك، خلال حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، وقد ارتسمت الابتسامة على وجوههم، وهم يستعيدون الذكريات الجميلة، عن تجربتهم ومعايشتهم لأجواء العيد في الأردن، ومشاركتهم الطعام مع الشعب الأردني، وأول ما يتبادر إلى أذهانهم “وجبة المنسف” وأجمعوا على أن الأردنيين لا مثيل له في الكرم وحسن الضيافة والاستقبال الطيب لكل من يطأ أرض النشامى.
ويقول سعيد محمد مصري ويقيم في الأردن حاليا، أن الأردنيين يتميزون بعادات وتقاليد خاصة في العيد، ويتصفون بكرم لا يمكن وصفه بكلمات، فهم يغمرون من يتردد عليهم سواء في زيارات الأعياد أو غيرها بكرم الضيافة المعهود عنهم، مشيرا إلى أن هذا العيد يعتبر ثاني عيد يقضيه في الأردن ولمس من خلاله أجواء العيد عن قرب باهتمامهم بالتحضيرات والتفاصيل الصغيرة التي تعكس مظاهر العيد المتجلية في الشوارع والمنازل والمحال والساحات العامة والأزياء الشعبية الأردنية التي يحافظ عليها، والتي هي جزء من تراثهم وثقافتهم، مؤكدا أنه لا يشعر أبدا بغربة وسط الأشقاء في الأردن، بل يشعر وكأنه يقضي العيد في مصر وسط أسرته.
ويرى بسام محمود، وكان يعيش في الأردن، أن العيد يتشابه في الأردن ومصر بوجبات المنسف والفتة، وهما من الموروث الشعبي الذي يعود لمئات السنين، ويتم تقديمهما كوجبات رئيسية في الأعياد والأفراح والمناسبات الأخرى، مشيرا إلى أن أجمل ذكريات العيد المقترنة في ذاكرته والتي قضاها كانت في الأردن، حيث كان يقيم مع أسرته بعمان، فكانوا يؤدون صلاة العيد في الساحات العامة ويتشاركون فرحة العيد بالزيارات المتبادلة وتناول المعمول الأردني الشهى، مشيرا إلى أن أهم تقاليد العيد في الأردن “العيدية” التي تعطى للنساء والأطفال، تعبيرا عن المحبة والتقدير، ولإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم.
ويقول محمد السيد، ويعمل بأحد المطاعم في مصر التي تقدم وجبات أردنية، إن هناك إقبالا مصريا على طلب وجبة المنسف من قبل المصريين في الأعياد والمناسبات، لافتا إلى أن كل من يتذوقها ينبهر بمذاقها الشهي، فبعض من يطلبها كان قد تذوقها من قبل في الأردن والبعض الأخر لديه خلفية عن تاريخها وهناك من نقل انطباعهم عنها، قائلا “الأردن ومصر تجمعهما محبة كبيرة ونعتز بالشعب الأردني، لذلك طغت هذه المحبة حتى على التفاصيل الصغيرة كالمأكل وغيرها”.
وأوضح، أن سر نجاح طهي المنسف، هو طهي اللحم مع اللبن على نار هادئة مع مواصلة تحريك الإناء دون توقف حتى يغلي اللبن مع اختيار نوع اللبن الذي يطهى به.
–(بترا)