مقالات

من يوقظها؟!

عبدالله خازر


نعتز بهم ونفتخر، نتعلم منهم ونتعظ، رؤيتهم تصقل خبراتنا، وتثري حياتنا، هم زادنا وحصاد أيامنا، هؤلاء هم نحن وأنتم، ذلك أن آباء اليوم أحفاد الأمس، وأحفاد اليوم هم آباء وأجداد الغد، تلك هي سنة الخالق في خلقه، كانوا بالأمس القريب أولياء أمورنا يسهرون على راحتنا، ويعملون ما بوسعهم لأجل سعادتنا، يكدون في الليل والنهار لتأمين مستقبلنا، يحملون همومنا، ويخافون على صحتنا، ويحرصون على سلامتنا.
فكانوا مدرستنا الأولى، أناروا لنا السبل، زرعوا في نفوسنا أسمى معاني الحب، هؤلاء الذين جعلوا أحلامنا أهدافًا قابلة للتحقيق، ومهدوا لنا الطريق لتحقيق طموحاتنا، نذروا أنفسهم لأجلنا، منحونا الرعاية كي نكبر أمام ناظريهم، يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، حتى كبروا فينا، وفروا لنا الحماية والأمان لننمو بطمأنينة وسلام، هؤلاء لهم علينا حقوق وواجبات، فقد منحونا الكثير، وآن الأوان لنرد لهم اليسير من تضحياتهما.
حقهم علينا أن نراعيهم، ونعتني بهم، ونجبر بخواطرهم، ونلبي طلباتهم، ونداري مشاعرهم، تنفيذًا لما أوصانا به رب العالمين (وبالوالدين إحساناً)، ووفقًا لما علمنا إياه ديننا الحنيف، وعملًا بسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وتأسيًا بعاداتنا الأصيلة وتقاليدنا العربية العريقة .
وحقهم اليوم علينا أن تتكاتف جهودنا لإيقاظ الضمائر النائمة، ولتنبيه من تجاهلهم بقصد أو بغير قصد، وتوعية كل من شغلتهم مغريات الحياة العصرية بواجباتهم تجاه الذين أناروا لنا الدرب، وصنعوا لنا المستقبل، فحقوق الوالدين دينًا في رقابنا، لنتحد جميعا حتى تصل الرسالة إلى الجميع، كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساًء.. علنا ننجح في سد القليل من ديونهم التي تطوق أعناقنا.

مستشار إعلامي
[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى