مقالات

كورونا والعادات والتقاليد الاردنية

كتبت : هيا خطاطبة
قبل ان نخوض في تأثير أزمة كورونا بتغيير العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الاردني يجب ان نوضح ماذا نقصد بالعادات والتقاليد الاجتماعية “ونعني مجموعة من التصرفات والافعال التي يمارسها الافراد بصورة مكررة والتي يفرضها المجتمع على افراده فلا يستطيعون الخروج عنها ومخالفتها كعادات الزواج ،واجب العزاء ، الكرم ….الخ ….
فإذا دققنا في المفهوم السابق للعادات سنجد انه يحتوي على اقسام رئيسية وهي سلوكيات وتصرفات والقسم الاخر ان المجتمع الذي يفرضها والقسم الاخير صعوبة تغيرها ، والان الاسئلة التي تطرح هنا: ما الذي جعل الفرد الاردني يغير سلوكياته ؟ ولماذا المجتمع الاردني لم يكون ورقة ضاغطة للمحافظة على تلك العادات ؟ولماذا اصبح تغييرها سهلا؟ هنا نضع انفسنا امام عنوان ورقتنا العلمية وهو تأثير ازمة كورونا في العادات الاجتماعية والثقافية .
في ورقتنا العلمية هذا سنتحدث عن عامل مهم اسهم بشكل مباشر وغير مباشر في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الاردني كيف ذلك ؟ لو سألنا انفسنا ماهي ازمة كورونا ؟ هي ازمة صحية عالمية فرضت على الاردن وغيره من الدول الامور التالية اولا الحجر او العزل الصحي ثانيا التباعد الجسدي في الاماكن العامة ثالثا قيام الحكومة الاردنية بوقف اية فعاليات او انشطة ينتج عنها تجمع عدد كبير من الافراد في المكان الواحد رابعا مدة الحجر والتباعد ووقف الفعاليات والانشطة الاجتماعية قد تطول ولن تقصر ، هنا نضع يدنا على العامل الذي اسهم في تغيير العادات الاجتماعية والثقافية كيف ذلك؟.
ان المجتمع الاردني مجتمع قائم على التغير المستمر وقبل كورونا كانت هناك خطط لدى افراده من اجل استمرارية الحياة كمراسم الاعراس وحفلات خطوبة وزيارات عائلية بالإضافة الى حفلات التخرج الجامعية والمسابقات والمحاضرات الثقافية التي لها اوقات محددة من السنة تجرى فيها . وكل من هذه المناسبات تتطلب من المواطن الاردني وضع مادي حتى يتم تغطيتها فجاءت كورونا واوقفت تلك العادات الاجتماعية والثقافية الى اشعار اخر .
هنا كان لابد من التأقلم مع الوضع الراهن والقيام بتلك المناسبات ولكن بطريقة تراعي ازمة كورونا وانتشارها من خلال البحث عن طريق سليمة وصحية ، و سنعرض لكم من خلال الورقة العلمية التأثير الايجابي والسلبي لازمة كورونا على العادات والاجتماعية والثقافية .
سنبدأ بتأثير كورونا الايجابي على عاداتنا وتقاليدنا وذلك من خلال تقليل الكلف الاقتصادية على الشباب المقبلين على الزواج حيث جرت العادات بوجود صالات للعراس واعداد طعام للضيوف وصالون للنساء مكلف وغيرها الكثير فجاءت الازمة لتجبر اهل العرسان التخلي عن تلك العادات المتوارثة من اجل بناء اسر صغيرة بعيدة عن تلك المظاهر من خلال حفلة بسيطة تقتصر على اهل العرسان والمباركة اصبحت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وقد اجرى موقع الوكيل الاخباري استفتاء حول تأثير فيروس كورونا على العادات في المجتمع وما مدى التغيير الذي حصل عليه حيث صوت ما نسبته 82%على التغيير الناتج عن الازمة وهذا دليل بشعور المواطن بوجود تغيير جذري في تلك العادات .
وايضا من التأثيرات الايجابية لازمة كورونا انها عززت التقاليد القائمة على التماسك والترابط الاسري وتحسس لأوضاع الاسر الفقير داخل المجتمع حيث شهد المجتمع الاردني حملات اغاثة للأسر التي تضررت من تلك الازمة ما اسهم في تقوية الروابط الاسرية.
وايضا نتحدث عن عادات اجتماعية حاول افراد المجتمع تغييرها ولكن فشلوا بسب فرض المجتمع لها وخوفا من وصمة العار التي ستلحق بالعائلة اذا لما تجر تلك العادات وكان من الصعب تغييرها وهي عادات واجب العزاء حيث نجد ان المواطن مثقل بتبعيات واجب العزاء ومن وجود مضافة للرجال والنساء ووجود افخر انواع التمور والقهوة العربية واعداد غداء للضيوف لمدة ثلاثة ايام فجاءت كورونا لتنسف تلك العادات والتي رحب بها المجتمع الاردني لأنها التصقت به وحاول تغييرها ولم يستطيع فأصبحت الان تقتصر على تعزية اهل الميت عن طريق الهاتف وهذا ما تحدث عنه الصحفي طارق الديلواني في مقالته (كورونا يغير عادات العزاء في الاردن) حيث قال :رب ضارة نافعة حيث ان عادات العزاء كانت مقدسة لوقت طويل فجاءت تلك الجائحة لتقضي عليها من جذورها .
وايضا من تأثيرها الايجابي على الناحية الثقافية للعادات ان المثقفين نشطت اعمالهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واصبح المجتمع الاردني يتابع تلك النشاطات بسبب وقت الفراغ الزائد لدى المواطن الاردني ما اثرى الحصيلة الثقافية لدى عدد كبير من المواطنين
واما اذا تحدثنا عن الجانب السلبي لازمة كورونا على العادات الاجتماعية والثقافية فتمثلت بحالة الانعزال التي شهدتها بعض الاسر والخوف على المخزون الاقتصادي لديها فنجد المواطن يسعى لتامين احتياجات اسرته بعيدا عن تفكيره بجيرانه او اقرابه وهذا دفع الى قطع صلة الرحم بسبب الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعاني العالم منه .
وايضا من تأثيراتها السلبية انها غيرت العادات الثقافية القائمة على الذهاب الى المكتبة وحضور الامسيات الشعرية والثقافية واصبحت الكترونية بعيدا عن عادات تجذرت لدى المثقفين ، بالإضافة الى ضياع المجهود الثقافي بسبب السرقات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي دون مراعاة لحقوق النشر .
وايضا من التأثير السلبي لازمة كورونا مطالبة الشعب الاردني بحرق جثث المتوفي بالكورونا خوفا من انتشار العدوى متجاوزين بذلك الكرامة الانسانية والعادات والتقاليد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى