مقالات

في ” إسرائيل” كيف ينظرون إلى” الأزمة الأوكرانية” ؟

كتب : محمد خروب

لم تغب إسرائيل عن مشهد الازمة الاوكرانية للوصول إلى الُمتدحرجة, والُمرشحة أميركيًا وأوروبيًا ذروتها اليوم الاربعاء, بما هو »الموعد« الذي حّددته الدوائر السياسية والاستخبارية، الاعلامية الغربية، وعلى رأسها « اوكرانيا, وبخاّصة بعد الولايات المتحدة، لتباشر روسيا » غزوًا تسريبات مبرَمجة ومقصودة لوسائل الاعلام الغربية واسعة الانتشار والتأثير, بمواظبتها نشر تحليلات ونصوص وأخبار متشابهة المضمون والمصطلحات, كان أحدثها قبل ساعات يقول نّصها: إن القوات الروسية الُمحتشدة على طول الحدود لِـ”أمر العمليات« إنتظارًا مع أوكرانيا, اتخذت وضعا قتاليًا متأهبًا الذي قد يصدر في أي لحظة.
إسرائيل، التي طلب رئيس حكومتها من وزرائه عدم التحّدث و إبداء آرائهم علنًا حول الازمة الاوكرانية، أعلنت على لسان وزير خارجيتها البيد أن أوكرانيا طلبت »مساعدة عسكرية« من تل أبيب, وأن الاخيرة تدرس الطلب الاوكراني من مختلف جوانبه.
نقول: إسرائيل انضّمت إلى جوقة الدول الغربية التي طالبت رعاياها بمغادرة الاراضي الاوكرانية في أسرع وقت. ذكرت صحيفة »تايمز أوف إسرائيل«: إن الاستجابة إلى طلب كهذا كانت »خجولة«.
فيما تراجعت احتمالات قيام الرئيس الاوكراني زيلنسيك بزيارته الاولى للكيان الصهيوني، كان سيقوم بها الممثل الكوميدي/اليهودي بعد انتخابه رئيسًا عام 2019 ,وهي زيارة كانت , خصوصا وأن أوكرانيا تل أبيب تعول عليها اعلاميًا ودبلوماسيًا اعترفت بالقدس عاصمة »وحيدة وُموحدة« لاسرائيل, وكان زيلنسيكي سيفتتح ممثلية لبلاده في المدينة المحتّلة.
وسائل الاعلام الاسرائيلية دأبت منذ اندلاع الازمة الاوكرانية ، وبخاصة في الاسبوعين الاخيرين, على إلقاء المزيد من الاضواء , على تداعيات الازمة اسرائيليا والاثار المترتبة على »تآكل« الدور الامريكي في المنطقة حال »نجاح« الرئيس بوتين في تغيير قواعد اللعبة، وبخاّصة التوصل إلى »اتفاق سيء« مع إيران )المقصود المباحثات الجارية الان في فيينا لإحياء الاتفاق النووي( سيكون إسرائيل, وسُيطلق يد طهران بدعم من موسكو في تعزيز ضارًا نفوذها في المنطقة والاستمرار في برنامجها النووي.
وإذ تتباين وجهات النظر والتحليلات من وسيلة الاعلامية صهيونية إلى أخرى، وبخاّصة في الوقوف إلى جانب موسكو أم انتقادها وبّث المزيد من ثقافة الـ» روسيا فوبيا«, التي باتت تِسم تحليلات /وأخبار غالبية الصحف الغربية الامريكية /والاوروبية وبخاّصة البريطانية، ناهيك تلك على قتلها التي توِّظف أبعاد الازمة وتجلياتها لنقد ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وحصار غّز ة وقمع الفلسطينيين والتنكيل بهم، فضًال عن ممارسات عديدة تكاد تصل إلى ما »عاناه« اليهود في أوروبا قبل وخلال الحرب
العالمية الثانية.
تبرز هنا مقالة لاحد كّتاب بديعوت احرنوت الرئيسين والمتخصص في الشؤون الاقتصادية ) سيفر بلوتسكر(، على نحو ينحاز بوضوح إلى الرواية الغربية، إذ قال في مقالة 2/14 تحت عنوان »بوتين سيكتشف أّن بايدن لن يتراجع«: »ما الذي يريده الرئيس بوتين؟.. تطّلع لان يخِضع أوكرانيا بالتهديد.. بالضغوط، بعملية هجومية محدودة على مؤسسات الحكم في كييف، ردًا مزعومًا على استفزاز أوكراني لا أساس له من الصحة، وكّل ذلك –يضيف كي يجعلها دولة تسير في ظّل روسيا, ومنطقة فاصلة بينها وبين دول شرق أوروبا الاعضاء في حلف الناتو.
فيما يذهب »روغل إلفر«/هآرتس يوم 2/14 إلى القول: »الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا, هي تذكير بأّن إسرائيل عالقة في نظام عالمي من القرن التاسع عشر، ربما بالتحديد النووي الايراني لتسوية النزاعات« العنيفة سَيفِرض عليها »إيجاد طرق أقل عنفًا والكثيرة التي تتعرضلها«.
أّما الكاتب تّل ليف رام/معاريف 2/14 فينظر للمسألة من جانب آخر, وإن كان يصّب في النهاية لصالح قراءة منحازة، قائلا : »إن المواجهة الحاّدة التي من شأنها أن تتطّور بين الولايات المّتحدة وروسيا، قّد تمّس بمصالح إسرائيلية صرفة، بل – يستطِرد – وتؤثر إسرائيل هي الاخرى -يواصل- تبقى على العالقات مع روسيا أيضًا على خط حِذر جدًا كي لا تمّس بالعلاقة مع حكم بوتين، وإذا ما , فإّن هذا سيكون بشكل واضح اضطّرت إسرائيل ألن تختار طرفًا في صالح الاميركيين، وفي غير صالح إسرائيل أن تجد نفسها في منطقة بين القوتين العظَميين.
في السطر الاخير.. تبدو مقالة الجنرال عاموس جلعاد/ رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في مركز هرتسليا متعدد المجالات , والمسؤول الامني السابق في وزارة الحرب الصهيونية، التي نشرتها يديعوت أحرنوت »2/14 »تحت عنوان »لعبة الشطرنج العالمية وآثارها على إسرائيل« أكثر إثارة, إذ قال: من المهم الاشارة إلى أّن روسيا تبرز كعامل مسيطر إلى جانب الولايات المّتحدة والغرب, في تحقيق اتفاق للجم مساعي إيران لنيل سالح .
في المحور الاستراتيجي موسكو- بكين – أضاف – يتخّذ نووي أيضًا الصينيون نهجًا حِذرًا كعادتهم، لكن رئيسي الصين وروسيا للتقارب الشامل بين الروايتين, في وجه الخصم يقدمان زخمًا الُمشترك للولايات المّتحدة، وكل ذلك انطلاقا من الافتراض بأن في »إسرائيل« أوروبا شريك ذو قوة محدودة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى