خطاب الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره على الشباب
22 الإعلامي – الأستاذة شوق غازي العنزي
مفهوم خطاب الكراهية:
خطــاب الكراهية ظاهرة قديمة جديدة لكنها آخذة بالتزايد مع انتشار وسائل التواصــل الرقمية والاجتماعية المختلفة يحدث خطاب الكراهية تأثيرات سلبية واساءات متعددة إلــى شــخص أو مجموعــة بســبب خصال شخصية بهم أو بسبب انتماءاتهم العرقية، أو الأثنية، أو الأيدلوجية أو الدينية.
ووفقاً للمعايير الدولية لحقوق الانسان الصادرة عن للأمم المتحدة، فإن خطاب الكراهية هو: «أي نوع من التواصل بالكلام، أو الكتابة أو السلوك، يهاجم أو يستعمل لغة ازدراءيه أو تمييزية، في الإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس ماهيتهما، وبعبارة أخرى، على أساس دينهما، أو عِرقهما، أو جنسيتهما، أو لونهما، أو نسَبهما، أو جنسهما، أو أي عنصر آخر من عناصر الهوية.»
وقد بدأت تلـك الظاهرة بالانتشار مع استخدام الانترنت، حيـث يـوفر مجـالا مفتوحـا وواسـعا للتعبير حتـى بـدأ العديـد من المتعصبين والمتطرفين استغلال شبكات التواصل الاجتماعي لنشر الكراهية.
وتنامي الخطابات التي تدعو للعنف والكراهية وتعدد أشكالها وفضاءاتها ،في ظل ما يشهده هذا العصر من انفجار معلوماتي استحدثت معه العديد من المنصات على غرار مواقع التواصل الاجتماعي التي حادت في السنوات الأخيرة عن دورها الأساس كمنصات للحريات المفتوحة لتصبح أوعية تحتوي هذا النوع من الخطابات التي تشكل خطرا حقيقيا على المستوى الفكري والأخلاقي والثقافي والاجتماعي للمجتمع عموما وللشباب بشكل خاص على اعتبارها الشريحة الأكثر استخداما لهذه المواقع، التي أصبحت تحت طائلة الاتهام بكونها شريكا في نشر العنف الإلكتروني الذي مآله لا محالة الانتقال من المواقع إلى الواقع.
ويثير انتشار خطاب الكراهية بين الشباب على تفاقم الفتن بينهم ويؤدي الى الفرقة والتناحر بين ابناء المجتمع وقتل روح الابداع عند الشباب ويزيد في انتشار التطرف بينهم ويضعف المجتمع، يحمل خطاب الكراهية أبعاًدًا مختلفة لأناس مختلفين في ثقافات مختلفة. ومع ذلك، هناك إجماع على أنه مؤذ وسام، وأن حرية التعبير لا تمنح الحق في الإساءة للآخرين.
ومن أسباب انتشار خطاب الكراهية من وجهة نظر بعض الشباب:
_ الفراغ الفكري والثقافي لدى الشباب لعدم وجود رؤية مستقبليه لهم واحباطهم الدائم.
الصورة الخاطئة التي يكونها الفرد عن الاخر. غياب الرقابة والمسائلة على ما ينشر.
تعصب ديني او تعصب لفكره معينة. وبحسب دراسة السرحان )2017(بعنوان الإعلام الجديد وخطاب الكراهية ة استراتيجيات المواجهة. ومن أهم نتائج هذه الدراسة أنهـا توصـلت إلـى أن للشـبكة العنكبوتيـة او الانترنـت دورا وتتأثر كبير ا في تكوين الـرأي العـام وتشـكيله تجـاه خطـاب الكراهيـة. وأظهـرت النتـائج أن نسـبة مـن تعرضـوا لخطـاب الكراهيـة عبـر وسـائل الإعـلام الجديـد هـي النسـبة الأكبـر والتـي تؤشـر علـى أن هنـاك تربـة خصبة وممارسة فعلية لخطاب الكراهية عبر الشبكة العنكبوتية.
والتصدي لخطاب الكراهية لا يعني تقيد حرية التعبير الشباب او حظرها. انما يعني اخذ التدابير اللازمة لمنع تفاقم خطاب الكراهية وتحوله الى أخطر من ذلك. لذا نحن بحاجة إلى تدابير عديدة كتعليم أفضل ومساحات للنقاش المفتوح والمتين فضلاً عن إعلام يتسم بالتنوع والتعددية ويعطي تمثيلاً أفضل لجميع التيارات في المجتمع ولاسيما هؤلاء الذين يتعرضون للتهميش عادة , من جانب آخر فقد اوصت نتائج الدراسات والتقارير الصادرة عن المراكز البحثية والعلمية من مختلف بلدان العالم ضرورة ، تكثيف عقد ندوات وملتقيات وطنية ودولية من شأنها بحث العوامل التي شكلت خطاب الكراهية والتمييز وسبل مجابهتها وتطوير الآليات لمواجهتها، خاصة على مواقع الشبكات الاجتماعية التي ان لا علاقة بين خطاب الكراهية وحرية التعبير، حيث ان خطاب الكراهية هو تعد واضح على حريات الاخرين وعلى الامن الوطني والسلامة العامة.