مقالات

ضرب « الأقصى» في الأعماق ..!!

22 الإعلامي- رشيد حسن
الحفريات التي تقوم بها قوات الاحتلال في الأقصى المبارك، تبدو هذه المرة مختلفة عن الحفريات السابقة .. لجهة عمق هذه الحفريات ، والتي تزلزل اركان المسجد – كما يروي المصلون في رحابه الطاهرة ، ما أدى الى تصدع بعض الجدران والاساسات التي يقوم عليها المسجد .. وقد تزامن هذا العدوان الاثم على أحد اقدس مساجد المسلمين ، مع قيام سلطات العدو بتسجيل الأراضي المحاذية للحرم بأسماء مستوطنين وجمعيات يهودية استيطانية.. استكمالا لمخططها الاجرامي بتهويد المدينة.. وطمس معالمها ، وتشويه وجهها العربي العربي- الإسلامي..
رسالة العدو للامة كلها من جاكرتا وحتى طنجة ،من خلال استمراره في الحفريات ، بانه ماض في تنفيذ خططه ومخططاته التي اعلن هنا ، وهي دفع المسجد الى الانهيار ، وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه ، تجسيدا وتنفيذا لمقولة ابن غوريون مؤسس كيان العدو ..»لا مكان لاسرائيل دون القدس ، ولا مكان للقدس دون إقامة الهيكل»..
وبوضع النقاط على الحروف ؟؟
فلا بد من التأكيد بان العدوان على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لم يتوقف منذ احتلال المدينة المقدسة في حزيران 1967،.. وهو عدوان ممنهج .. مبرمج .. لتحقيق الحلم التوراتي ، او بالأحرى لتحقيق الرؤية الصهيونية القائمة على التزييف والتزوير والتلفيق.
وللعلم فقد فند كبار علماء الاثار الصهاينة هذه الرؤية ، وفي مقدمتهم .. « الدكتور فلنكشتاين» الذي اعلن وبكل وضوح « بان الهيكل لم يبن في القدس .. وان العبرانيين لم يبنوا هذه المدينة .. ولم يعثر علماء الاثار على فخارة واحدة ..، خلال مائة عام من الحفريات في طول فلسطين وعرضها، تؤيد ما ذهب اليه البعض «..!!
من ناحية اخرى ..فاعتداءات العدو الممنهجة على الاقصى والقدس، ودفع رعاع المستوطنين لاستباحة المسجد وبشكل شبه يومي ،وتحويل ساحاته الى اماكن للهو والعبث والدعارة والفجور ..الخ .. يؤكد بان العدو يدوس على كافة القرارات الدولية ، وعلى اتفاقية جنيف الرابعة ، وعلى معاهدات السلام العربية ، وعلى «التفاهمات» مع الوسطاء للابقاء على حالة الهدوء وعدم العودة الى الحرب على غرار معركة «سيف القدس» التي اذلت العدو ، واكدت ان الكلمة العليا، والقول الفصل للمقاومة ، وان الارادة الفلسطينية هي صاحبة اليد العليا ، وصاحبة القرار في السلم والحرب، ما يضع المنطقة كلها على فوهة بركان سرعان ما يتفجر لتحرق نيرانه الجميع..
المراقبون للمشهد في الأرض المحتلة متفقون على ان الانفجار قريب جدا ، واقرب مما يتصورون ، وان الحفريات في الأقصى وخاصة اذا استمرت.. ستكون بمثابة صاعق التفجير الرهيب.. بعد ان تجرأ العدو على المس بعقيدة المسلمين، وداس على مشاعرهم الدينية ، وقبلتهم الأولى .. مسرى الرسول عليه السلام ،ومعراجه الى السموات العلى..
وحتما سيعيد التاريخ نفسه .. وسيحرر المسلمون القدس والاقصى وكل فلسطين من دنس الصهاينة المغتصبين.. ويدخلوا المسجد مهللين مكبرين كما دخلوه اول مرة.. وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى