أحمد عواد يكتب ..عصر المهارات
22 الإعلامي- بقلم: م. أحمد نضال عواد.
هذا عصر المهارات لا عصر الشهادات، فالمهارة هي أساس الحصول على فرصة تشغيل مستدامة، والافضل هو الدمج بينهما.
مُبارك لجميع الناجحين بامتحان الثانوية العامة من الأهل والأصدقاء والعائلة الأردنية الواحدة، ولمن لم يكمل هذه المرحلة نقول؛ المستقبل أمامكم والأهم هو تحويل التحديات إلى فرص.
برامج التدريب المهني والتقني تُشكل فرصة كبيرة للدخول إلى سوق العمل المحلي والإقليمي، والنصيحة الصادقة حتى لو كان توجهكم نحو التعليم الأكاديمي، فكر باستثمار “سنة – سنتين” للحصول على مهنة تكون معك سلاحاً في المستقبل!
أشارت دراسات عالمية تتعلق بالمهارات العامة التي ينبغي على الشباب والشابات التنبه لها للحصول على وظائف المستقبل إلى أهمية تعزيز ثقافة الريادة والابتكار والإبداع، وأهمية التحكم بالمشاعر وفهم عواطف الآخرين وهو ما يعرف بالذكاء العاطفي، وأهمية التوسع في مهارات التحليل والتفكير التحليلي والنقدي، والمهارات التي تتعلق باستمرار التعليم الذاتي والتدريب المستمر ومواكبة التطورات التكنولوجية والاستفادة منها من خلال توظيفها بالشكل الأمثل، وأهمية الحرص على تعزيز مهارات التواصل الفعال وتعزيز المهارات القيادية واتخاذ القرار، وتقبل التغيير كونه فرصة للنمو والتطور والابتكار.
ومع وجودنا في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي تتطلب مواكبة التغيرات المستقبلية ومهارات مهن المستقبل فإننا يجب أن نوجه الشباب نحو تخصصات الذكاء الاصطناعي، وأمن البرمجيات والبرمجة، وانترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والواقع الافتراضي، وتكنولوجيا معلومات الأعمال، وغيرها من تخصصات التكنولوجيا والتنمية المستدامة.
عربياً، وفقاً لدراسات صادرة عن مركز الشباب العربي، فإنّ 33.6٪ هم ضمن الفئة العمرية 15-34 سنة، ويشير التقرير إلى أنّ الأسباب الرئيسية لزيادة نسبة الشباب العربي الباحثين عن عمل هو عدم تطابق مهارات الخريجين مع متطلبات سوق العمل خاصة المهارات التقنية.
وفي الأردنّ، وفقاً للدراسات الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة فإن معدل البطالة للربع الأول من العام 2022 بلغ 22.8٪، الأمر الذي يتطلب توجيه الشباب إلى حصولهم على المهارات المهنية والتقنية وتوجيههم نحو برامج التشغيل الذاتي للحصول على فرص تشغيل مستدامة لهم و لأقرانهم.
و إنّ مؤسّسة التدريب المهني حاضنة التدريب الأولى في المملكة تساهم في علاج تحديات البطالة، وتقوم بتطوير البرامج التدريبية المتاحة لديها بالشراكة مع كافة القطاعات التنموية بما فيها القطاع الخاص لتتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وفي هذه الفترة من العام فإن المؤسّسة تفتح باب القبول والتسجيل لدى معاهدها 35 المنتشرة بالمحافظات كافة والتي توفر أكثر من 100 برنامجاً معتمداً من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية في جميع برامجها التدريبية باستخدام نافذة التسجيل الالكتروني ereg.vtc.gov.jo أو من خلال زيارة أقرب معهد تدريب تابع لها للمساعدة، إضافةً لوجود مزودي التدريب المهني والتقني بالقطاعين العام والخاص والتي توفر فرصاً نوعية مستدامة تتيح للشباب والشابات فرصة الحصول على المهارات التي تلزم الاندماج في سوق العمل.
نرجو التوفيق لجميع الشباب والشابات الأردنيين والعرب للإسهام في النهضة والتطور على المستويين المحلي والعالمي، فالشباب قادر على إحداث التغيير، والمساهمة في نهضة تنموية شاملة، وهم بحاجة للفرص المستدامة المناسبة التي تتيح لهم استثمار طاقاتهم وأفكارهم الخلاقة للإسهام بشكل فاعل في عملية التنمية الشاملة المستدامة.
حفظ اللّه أردننا الغالي آمناً مستقراً عزيزاً منيعاً بظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة.