حقوق المرأة بعهد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين
22 الإعلامي- د. فريال حجازي العساف
رؤية ملكية ثاقبة، واهتمام كبير من القيادة الهاشمية بتعزيز وحماية حقوق المرأة ، مسيرةٌ حافلةٌ بالعطاءِ والتميَزِ والإنجاز، تحققت خلال عشرون عاماً منذ توليَ جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله ورعاه- سدَة الحكم.
خطى الأردن خطوات بنَاءة للنهوض بواقع المرأة في سبيل تعزيز مشاركتها في مختلف مجالات الحياة؛ السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية منها، اهتمامٌ ملكيَ، لم يكن وليد اللحظة من جلالة الملك عبد الثاني – حفظه الله – بحقوق المرأة، بل نهج حياة، و إرادة سياسية ترجمتها كتب التكليف السامي الى الحكومات المتعاقبة، بالتوجيهات الملكية للنهوض بواقع المرأة ، والتأكيد على اشراكها ببرامج التنمية الوطنية الشاملة ، انسجاماً مع الاطار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه الأردن.
الدستور الأردني، كفل مبدأي المساواة والعدالة بين الجنسين وضمن الحقوق الاسرية، فقد سنت العديد من القوانين والأنظمة والتعليمات، التي ترجمت رؤية جلالة الملك عبد الثاني- حفظه الله – لتعزيز مكانة المرأة الأردنية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي و تحفظ لها حقوقها وتعزز من مكانتها وتذلل العقبات أمامها، فقد صدر قانون الحماية من العنف الاسري، وعدَل قانون التقاعد العسكري، وقانون العقوبات، وقانون الاحوال الشخصية، وقانون الانتخابات، وقانون الأحزاب السياسية ، وصدر نظام إيواء المعنَفات والمعرضات للخطر ونظام العمل المرن.
جلالة الملك أولى جلَ اهتماماته للمرأة، فأستمر بدعمها، ولإيمانه بقدرتها على المساهمة بصنع القرارات، تم تقليدها مختلف الوظائف والمناصب القيادية، حيث كان لها حضور في مجالس الوزراء والاعيان والسلك الدبلوماسي والقوات المسلحة، وبرزت في مختلف مجالس الإدارة في مؤسسات الدولة ، و لها تمثيل فعَال باللجان المشكلة كاللجنة الملكية لحقوق الانسان ولجنة الحوار الوطني والعديد من اللجان الوزارية.
ويعد وصول المرأة للعدالة مقياساً للمجتمع الذي يؤمن بالمساواة واساساً لتمكين المرأة فكانت المرأة الاردنية المسلمة والمسيحية قاضياً ومحامياً.
وبالتوجيه والدعم المتواصل من قبل جلالة القائد الأعلى الملك عبد الثاني بن الحسين، تم تمكين المرأة بالأدوار العسكرية المختلفة وتوجيهها التوجيه الصادق بإعدادها وتأهيلها وتدريبها للقيام بواجبها ووضعها بالمكان الذي يتناسب طبيعتها والاخذ بيدها لتتخطى الصعاب، فقد أنشأت إدارة خاصة تعنى بشؤون المرأة العسكرية لتكون دافعاً قوياً لانتساب المرأة الأردنية للقوات المسلحة، والعمل بمختلف الإدارات والوحدات العسكرية والمشاركة بحفظ الامن والسلام الدولي و أصبحت المرأة الأردنية من الرموز الرائدة التي يحتذى بها في هذا المجال .
كما وحظيت المرأة باهتمام ومكانة خاصة على اجندات جلالته، فكانت حاضرة في الأوراق الهاشمية التي أطلقها جلالته، فقد أكد جلالته على المساوة بين الجنسين وتكافؤ الفرص والعدالة وضرورة وجود المرأة الى جانب الرجل في بناء الوطن وتطويره وان تكون شريكته في العمل الديمقراطي، فتزايدت عقب السنوات المتتالية نسبة تمثيل و مشاركة المرأة في المجالس النيابية والبلدية واللامركزية؛ من خلال القوانين التي تدعم وصول المرأة للسلطة التشريعية بنظامي الكوتا النسائية والتنافس ، وانخرطت المرأة الأردنية أيضاً بالحياة الحزبية إذ وصلت الى المناصب القيادية بالأحزاب كأمين عام الحزب او كعضو بالمكتب التنفيذي او باللجنة التنفيذية للحزب .
اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين –حفظه الله ورعاه- بالمرأة انعكس على السياسات الناظمة؛ فصدرت البرامج والخطط والاستراتيجيات الخاصة بالمرأة بمختلف المجالات فكان للمرأة نصيب بالميثاق الوطني ووثيقة الأردن اولاً، وبادر الاردن بإنشاء مؤسسات ريادية لتمكين دور المرأة ، فأنشأت العديد من مؤسسات المجتمع المدني والهيئات العامة التي تدعم حقوق المرأة والتي ترأسها النساء ويكون لها حضور في الهيات الادرية والعامة أيضاً.
وما من شك حققت المرأة الأردنية حزمة من الإنجازات النسائية التي دعمتها جلالة الملكة رانيا العبد الله حفظها الله ورعاها، فأوجدت بالفعل حالة اردنية خاصة، حيث خصصت جلالتها برامج وخططاً وسياسات عديدة لدعم قضايا المرأة اجتماعياً وصحياً واقتصادياً ولعل الأهم تعليمياً، كون التعليم هو الأساس في البناء الصحيح للإنسان والمجتمع وانطلاقاً من ايمان جلالتها ان المرأة هي الفرد الباني في المجتمع وخالق الفرص ومساحات الحياة، فكان تركيز جلالتها على التعليم النوعي والمتميز والابداعي في الأردن والتمكين الاقتصادي الريادي للمرأة الأردنية، هي فلسفة ملكة كانت بإصرارها وحضورها عربياً وعالمياً مثالاً للمرأة والام الأردنية النموذج.
وبفضل الرعاية الملكية الهاشمية قفزت المرأة الأردنية قفزة نوعية في مجالات الحياة ، فحققت انجازات تلو الانجازات تظهر جليَاً من خلال البرامج والخطط الاجتماعية والاقتصادية، التي تهدف الى تمكين المرأة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، فأدرجت برامج متخصصة لتوفير الحماية والأمان الاجتماعي للمرأة واهمها؛ برامج الامومة والطفولة والصحة الانجابية، واستحداث البرامج الإنتاجية لتمكين المرأة اقتصادياً، وأخرى لتمكينها اجتماعيا، إضافة لمشاركة الشابات في برنامج ” خدمة وطن” والتي تكاد ان تكون المملكة الاردنية الهاشمية من أوائل الدول السباقة بتعزيز وتمكين المرأة بمثل هذه البرامج.
عطاء ممتد من التضحية والعمل خطها القائد الأعلى جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا العبدالله اللذان لم يقفا يوماً عند مفترق طرق بل كانا وبكل حرص واستراتيجية جادة يخطان تاريخاً لنجاحات المرأة الأردنية لتكون حاضرة في كل المجالات، لإيمانهما دوماً بالتغير وإعطاء الفرص الحقيقية للنساء اللاتي يتركن بصمة إيجابية في أي موقع يتبوأنه، وبأي مجال كان، ولتشييد حصناً صامداً ومنيعاَ للأردنيات ليكن في مقدمة الشعوب العربية والعالمية، بفكر اردني هاشمي ذي متانة بالعلم والعمل والتخطيط لمستقبل زاهر لتطور وتقدم الاردن.
حمى الله الاردن ملكاُ وشعباً في ظل القيادة الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله.
الدكتورة فريال حجازي العساف