مقالات

الطهراوي يكتب.. أبو حكيم باختصار

22 الإعلامي- زيد الطهراوي

في كل مرة يزداد حب الصدق في قلبي و لكنني قد لا أحب الصادقين فقد يسعى المرء لأن يكون صادقاً و لا يكون ذلك أن الحقيقة تغيب أحيانا فيظهر الوهم على شكل حقيقة.

و قد يكون صادقاً و لكنه لا يتقن الحكمة في بذل الصدق بدون إحداث مفاسد.

و لذلك فإن طالب الحق لا بد ان تتوافر فيه صفات ؛ منها : أن يكون راجح العقل غير سفيه و ان لا يظن انه وحده الذي يفهم و أن يشعر مع الناس كما يشعر مع نفسه فلا يكلفهم ما لا يطيق هو و أمر آخر هو في غاية الأهمية و هو :

أن المخطئ له حقوقه و كرامته الإنسانية فيجوز لك أن تردعه عن ظلمه و لكن لا يجوز لك أن تظلمه بحجة أنك مستاء من ظلمه و إساءاته.

و الحكمة مطلوبة في كل الأمور فقد تزال المشكلة بصمت و ستر و لا يدري الكثيرون أن هناك جهدا قد بذل و لا يدرون أيضاً أن هناك مشكلة.

وأبو حكيم مسؤول عن حل المشاكل باتزان وأن يعلم أن المسؤولية الملقاة على عاتقه ليست نزهة أو مسابقة ترفيهية
فواجب عليه أن يتعب في طريق الحصول على الحكمة.

ولكنَّ كل الدلائل تشير إلى أن أبا حكيم لم يكن حكيما ؛ أراد أن يحمل الجرة ليرفعها عن المارة فكسرها ، و لو أنه لم يرفعها و نبَّه الناس بلطف و رفق لتجاوزوها بسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى