حل الدوليتين والصمت الأمريكي على العدوان الإسرائيلي
22 الاعلامي- سري القدوة
عكست الاجراءات ونتائج العدوان الاسرائيلي على مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة بما في ذلك استمرار حصار قطاع غزة الرفض المطلق من حكومة الاحتلال لحل الدولتين بعكس ما طرحه رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد في خطابة الذي إلقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول دعم حل الدولتين وانعكس ذلك على مستوى المواقف الاسرائيلية لتلك المجموعة الحاكمة في الساحة السياسية حيث تعالت التصريحات والمواقف الرافضة لحل الدولتين كان ابرزهم تصريحات وزيرة الداخلية الإسرائيلية ايليت شاكيد وغيرها من أبواق اليمين الإسرائيلي التي تروج لفكرة انتهاء القضية الفلسطينية وعدم التعاطي السياسي معها، في محاولة للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي لثنيه عن هذا الموقف الذي ينسجم تماما مع الاتفاقيات الموقعه، في محاولة مفضوحة من قبلهم لتهميش القضية الفلسطينية وبالتعبير عن سياستهم ونواياهم الاستعمارية التوسعية على حساب الحق الفلسطيني .
لا يمكن استمرار التكتل اليميني الاسرائيلي في ممارساته وتحكم شاكيد وأمثالها والتدخل في محاولات لفرض الواقع الجديد بالضفة الغربية واستمرار الهروب الى الامام وضرب عملية السلام بعرض الحائط وتهميش القضية الفلسطينية في ظل استمرار العدوان المدعوم امريكيا في مختلف مناطق الضفة الغربية عبر التصعيد اليومي وممارسة القتل والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني .
الاحتلال بكل اشكاله لا يمكن ان يستمر هؤلاء المستعمرون سيذهبون والقضية الفلسطينية باقية بقاء وصمود الشعب الفلسطيني على ارضه عنوان العزة والكرامة حتى ينال حقه بالعودة وتقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، وإن شاكيد وأمثالها والتكتل العنصري القمعي بمواقفهم المتطرفة والظلامية المعادية للسلام والتي تمثل أوسع دعوة لاستمرار الصراع ودوامة العنف، وتعكس الإستخفاف بإرادة السلام وبالشرعية الدولية وقراراتها، تلك المواقف تهدد بتفجير ساحة الصراع وتخريب أية جهود دولية وإقليمية لتحقيق الأمن والإستقرار بالمنطقة، ومحاولة مفضوحة لاستبدال الحلول السياسية السلمية للصراع بحلول عسكرية استعمارية يصعب السيطرة عليها وعلى نتائجها وتداعياتها .
حكومة الاحتلال هي من يتحمل مسؤولية هذا التصعيد والعنف، وان تلك العمليات العسكرية اليومية والاعتقالات والقتل بدم بارد وسياسة أطلق النار لتقتل التي تمارسها وما يرافقها من تكثيف للاستيطان واستكمال بناء الجدار كونها تستخدمها أساساً للحملات الانتخابية ومن اجل خلق وقائع جديدة في الضفة الغربية المحتلة وضرب أي جهود عربية ودولية تدعو لإحياء عملية السلام .
لا يمكن استمرار تلك السياسة والصمت الامريكي على عدوان الاحتلال والجرائم التي يتم ارتكابها فأصبح الغضب الفلسطيني من الولايات المتحدة الامريكية قائم وهو غضب مشروع يعبر عن القلق والتوتر من اجل المستقبل الخاص بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وخاصة في ظل الانحياز الكامل لدولة الاحتلال ودعمها وتسويق علاقاتها الجديدة في العالم العربي بالرغم من كل ما تمارسه من سياسات عقيمة ادت الى توقف عملية السلام وضرب المشروع الوطني الفلسطيني بعرض الحائط كونها تعمل على عدم قيام الدولة الفلسطينية من خلال اصرارها على استمرار الاحتلال الاستعماري الاستيطاني لمختلف المدن الفلسطينية ورفضها الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وتعاملها مع القضية الفلسطينية كقضية انسانية بشكل مجرد عن اي حقوق سياسية .
وما يجري من مواقف ستؤدي في المحصلة النهائية الى تراجع وتقويض حل الدولتين وانهيار عملية السلام وخاصة في ظل التطورات المتصاعدة في الأرض الفلسطينية والقدس المحتلة وممارسات الاحتلال القائمة على وضع العقبات أمام تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة .
المصدر: الدستور