مقالات

السيجارة الإلكترونية بين طلاب المدارس

22 الإعلامي – بقلم الأخصائية في أصول التربية “هبة أبو حليمة”


لوحظ في الآونة الأخيرة تداول السجائر الإلكترونية، وخاصة بين بعض طلاب المدارس، حيث أصبح عدد من الطلاب مهووسين بها، ويقبلون عليها وخاصة لنكهاتها بطعم الفاكهة، يتوهمون بأنها أخف ضرراً من السيجارة العادية.
ولكن الكارثة الكبرى أنها خطر وسموم قاتل على المدى البعيد، وعندما يعتاد الطالب إخفاء التدخين عن أسرته يعتاد إخفاء أشياء أخرى وسلوكيات لا أخلاقية أخرى قد يمارسها فيما بعد، فضلاً عن أنها ربما تكون بداية للإدمان.

بعض طلاب المدارس بإختلاف الفئات العمرية من سن 13 سنة لسن 18 سنة بدء التدخين بما يسمى (السيجارة الالكترونية) أصبحت هذه الفئة متمسكة بعادة تحاربها جميع المجتمعات وتقف دونها محاذير صحية بالغة الخطورة خصوصا في هذا العمر المبكر.

منظر يعتصر له القلب حينما نشاهد شباب بعمر الزهور وهم ينفثون الدخان من السيجارة الالكتروني بحرفية عالية وبشراهة منقطعة النظير وبرفقت مجموعة من أصدقائه كانوا يدخنون انوع مختلفة من السجائر،بالوانها واشكالها وطعمها أن هؤلاء الطلاب تحولو إلى تدخينها

هناك من أبنائنا الطلبة لا يتوانون عن طلب الذهاب الى دورة المياه عدة مرات خلال اليوم الدراسي، لتدخين السيجارة الالكترونية خلسة، فهم اعتادوا ان يستخدموها في كل الاوقات، خصوصا في فترة الخروج بالتنزه نهاية الاسبوع مع الاصدقاء في فترة الدراسة التي تمتد لساعات للخروج من الضغط والجو الدراسي لترفيه عن النفس لتقليل الضغط والتوتر .
..

متى ظهرت السيجارة الإلكترونية وما هي :

والسيجارة الالكترونية التي ظهرت بداية القرن الحالي عبارة عن جهاز يعمل بالبطارية لمحاكاة عملية التدخين وتقوم بتسخين سائل ينتج عنه بخار vape يستنشقه المدخن، و تسمى عملية استخدام السجائر الالكترونية (vaping) ويطلق على مستخدميها vapers

ماذا يسمى السائل الذي بداخلها :

و يسمى السائل الذي يتم تسخينه بـ”الجوس» ويحتوي على مكونات رئيسة منها الجلسرين والنيكوتين والنكهات، وتتراوح نسبة النيكوتين قليلة جدا الى 50 ملغم/ مل حسب البيانات الواردة على عبوات السائل المختلفة يتم ظهور بعض من المواد الكيميائية السامة .
أثار فضولي سؤال أحد الطلاب عن سعر الجوس وسعر السيجارة الالكترونية له وعن تكلفة استخدامها اشار انها تختلف حسب كمية «الجوس» المستخدم وتتراوح بين 15 الى 20 دينار شهريا، بالاضافة الى سعر السيجارة نفسها التي تتراوح بين 30 الى 40 ديناراً حاليا.

وفي احد المطاعم كان مجموعة طلاب داخل المطعم وكانت السيجارة الالكترونية تتنقل بين أفواه وايدي مجموعة من الطلاب المتواجدين في المطعم وهم لا يزالون يرتدون زيهم المدرسي، ولدى سؤالي لهم عن سبب ذلك، تضاحكوا وردوا أن الهدف هو التجربة، لأن صديقاً لهم يمتلك السيجارة ذات النكهات الذيذة وهم لا يملكون مثلها .

وانه من المؤسف الى ان بعض الاهالي يسمحوا لابنائهم بالتدخين من باب المزاح الا ان الاهالي ايضا هم من يشتري لابنائهم هذه السيجارة والطالب موضع السلوك يعود للتدخين متعلقا به، خصوصا عند الشعور بالتوتر والضغط لتكون وسيلته للتكيف مع هذه المشاعر(.وتحت ستار قدام عيوني مش من ورى ظهري )
حديث احد الاباء المدخنين هو وزوجته بأنه فضل تأمين سيجارة الكترونية لابنه المراهق لابعاده عن السيجارة التقليدية، متذرعا بالوهم المنشور انها غير ضارة بالمطلق وانها مجرد نكهة وبخار وليس دخاناً ونيكوتيناً يستنشقه المراهق دون ضرر.ولكن من السهل ان يتحول الى التدخين العادي خلافا لما يعتقده الكثيرين، كما ان النيكوتين يحفز الدماغ على تقبل الادمان على مواد اخرى مثل الكحول والمخدرات اذا ما تعرض الدماغ الى النيكوتين الموجود في السيجارة بعمر صغير

خاتمة
نتمنى من اولياء أمور الطلاب الرقابة على أنفسهم اولا وعلى ابائهم ثانيا لانك القدوة والملهم الاول لابنائكم فلا بد ان تكون الرقابة في البيت والمدرسة على اعلى مستوياتها جنبا الى جنب مع التوعية عن كيفية التعامل مع الاولاد بهذه السن لتجنيبهم هذه العادة السيئة .
ويجب ان تكون العقوبة مغلظة
سواء من قبل المدرسة والاهل على التجاوزات التي يقوم بها ابنائهم والعقوبة الكبيرة على المحال التجارية التي تقوم بعملية بيع هذه الفئة العمرية الحرجة منتجات وسلع الدخان دون الالتفات الى الحديث ان ذلك سيكون مدخلا لسلوك الخطاء
نشر حملات توعوية ومحاضرات لاهالي الطلاب والطلاب في المدارس فيما يتعلق بهذه المواد وخطورتها ومشكلاتها على الصحة والتواصل بين المدرسة والاسرة لضبط هذا الامر
توضيح مخاطر التدخين ومساوئه على الصحة العامة،للجسم ومساعدتهم على الإقلاع عن هذه العادة بالتدريج، واللجوء إلى الثواب والعقاب لتفادي المخاسر الكبيرة موضوع يطول الحديث عنه ولكن هذه رسالة لاباء وامهات الطلاب لنظر والالتفات الى ابنائهم الله يحمي ابنائنا وبناتنا من هذا السم القاتل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى