حسمها الملك
22 الاعلامي- بقلم أحمد الحوراني
ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، ووقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام، والتأكيد على موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، وتعزيز العلاقات الثنائية وضرورة استفادة الجانب الفلسطيني من المشاريع الاقتصادية والإقليمي، فضلًا عن الكثير من الملفات ذات الصلة بتطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية كانت جميعها أهم محاور ومرتكزات لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي كان فيه جلالته في قمة الحسم والوضوح والمكاشفة المعهودة منه التي التزم بها منذ تسلم سلطاته الدستورية والقائمة على رفض الأردن التام لكل شكل من أشكال التطاول على المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وغيرها على امتداد مدن الضفة الغربية.
الملك الساعي إلى تحقيق سلام عادل وشامل بالاحتكام إلى حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، لا يمكن أن يقبل إلا بأن يكون له موقف بالنظر إلى حجم المسؤوليات والأعباء الملقاة عليه كقائد عربي هاشمي تعني له فلسطين والقدس ما تعني، وعليه فإن مثل هذه اللقاءات لا شك وأنها تمثل فرصة يستثمرها جلالة الملك بكل ما يتمتع به من ثقل سياسي ودبلوماسي عالمي مرموق لإرغام إسرائيل على التوقف الفوري والمباشر عن الإجراءات التصعيدية التي يمارسها المتطرفون عنوة وفي وضح النهار في الحرم القدسي الشريف والتي من شأنها تأجيج مشاعر الغل والحقد والكراهية عند الملايين من بني البشرية في بقاع العالم.
إن الموقف الأردني بقيادة جلالته هو موقف ثابت ومنسجم مع الموقف العربي المطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني انسجاما ومبادرة السلام العربية التي تعد فرصة غير مسبوقة لحل أمد طويل من الصراع العربي الإسرائيلي وبناء مستقبل أفضل لجميع الأطراف على أساس “حل الدولتين ” وهو الحل المقنع الذي تمسكت به الدول والقيادات العربية ومن بينها الأردن وهذا النهج والرأي الذي أكد عليه وأعاده جلالة الملك الذي يرى فيه الطريق الأقصر والأمثل الذي يترجم التوجه العربي العام نحو تحقيق السلام بما اشتمل عليه هذا الحل من قيام دولتين متجاورتين يعيشان بأمن وسلام يضمن القبول لإسرائيل في محيطها قبل أن تنطلق الجهود الأخرى نحو تحقيق التنمية والتقدم والازدهار خاصة في المجتمع الفلسطيني.
الرسالة الملكية الحاسمة التي تمخض عنها لقاء الملك – نتنياهو يمكن وصفها بالرغبة الملكية المتشددة التوصل إلى حل عادل وشامل ووضع حد لأمد طويل من الصراع العربي والفلسطيني الاسرائيلي وهذا ما أكد جلالته على رئيس الوزراء الاسرائيلي العمل من أجله والاستجابة لدعوة الملك وتعظيم رؤيته للنتائج العكسية على مواصلة العبث بقدسية الأماكن التاريخية في الأراضي الفلسطينية.