ماذا لو نشطت البراكين الخامدة ردا على نشاط كوكبنا الزلزالي؟
22 الاعلامي – كتب أ.د. محمد الفرجات
في مقال سابق لي بينت فوائد الزلازل في حياة البشر، وقد تبين لنا ومنذ نحو ثلاثة أسابيع نشاط غير مسبوق في زلزالية الكوكب، بدأ بزلزال تركيا الأخير، ليستمر نشاط الهزات الإرتدادية والزلازل في مواقع مختلفة من العالم.
في تاريخ كوكب الأرض ومن سجلات الطبقات ومعالم سطح الأرض بجانب دراسات النظائر المشعة، فقد أمكن تحديد فترات نشط فيها الكوكب زلزاليا قبل ملايين السنين، فتصدعت القشرة الأرضية وحدث نتيجة لذلك تشكل أنطقة ضعف فخرجت من الأعماق براكين عملاقة، ساهمت في تشكل جزء من القارات أو أراضي ترقد عليها دول أو مدن في يومنا هذا، كمدينة عدن في اليمن والتي ترقد على فوهة بركانية عملاقة، أو دولة اليابان التي ترقد على مجموعة جزر بركانية.
لوحظ في الطبقات الجيولوجية في رواسب حديثة تشكلت قبل نحو 1500 عام، وفي بيئات رسوبية كالبحيرات والسبخات والجليديات، وفي مواقع مختلفة من شمال إفريقيا ومناطق من أوروبا وآسيا، بقايا مواد بركانية كالرماد ناتجة عن نشاط بركاني عملاق وذات أثر إقليمي بحجمه وأثره وإمتداده.
في الكتب التاريخية كان هنالك ما يشير إلى مجاعة ضربت مناطق شمال إفريقيا وأطراف من آسيا وأوروبا لتعاني شعوبها عدة سنوات، وذلك عام 535 ميلادي، وعند مقارنة الحدثين معا من براكين كشفتها سجلات طبقية جيولوجية وحقائق تاريخية مسجلة، فقد توصل الباحثون إلى أن بركان عملاق كان قد ثار في المنطقة وبالتحديد في آيسلاند في تلك الفترة.
سجل لهذا البركان العملاق إبتعاث كميات هائلة من الرماد البركاني والغازات لطبقات الجو العليا، والتي حجبت أشعة الشمس لمدة عام تقريبا، مما أثر على النمو الخضري والمحاصيل والاعلاف، وسبب نتيجة لذلك مجاعات وأمراض هي الأسوأ في التاريخ.
ما أدعو العالم له هو وضع سيناريو يتحوط لهذا الأمر، وبحث سبل مواجهة آثار هكذا براكين قد تحصل في ضوء نشاط كوكبنا الزلزالي الحالي والغريب، ليس أقلها الحاجة حينئذ لإطعام مليارات الأفواه، ولإستدامة الثروة الحيوانية مع ذلك بتوفير أعلافها، ومواجهة طقس بارد جدا… تماما كما تقول النماذج التي تحدثت عن العام الميلادي 535 .