أبو عرجة يكتب شخصيات عرفتها .. الشاعر والاعلامي راضي صدوق
22 الاعلامي – بقلم: أ.د.تيسير أبو عرجة
في مدينة طولكرم ولد الشاعر والإعلامي الكبير راضي صدوق عام ١٩٣٨ ليكون واحدًا من الأصوات الشعرية والقامات الادبية والاعلامية المعروفة .وطولكرم الشهيرة بأصالة ناسها وحبهم للعلم والثقافة وعراقة مدارسها ومعاهدها .وجمال سهلها وبياراتها.أنجبت عددًا من كبار الشعراء الذين زرعوا اسماءهم في صفحات الخلود والتاريخ .ومنهم: عبدالكريم الكرمي أبو سلمى .وعبدالرحيم محمود الشاعر الشهيد. ووليد سيف .وسواهم من الشعراء الكبار.
أحس راضي منذ الصغر بحبه للقراءة والكتابة الابداعية .ووجد هذه البذرة تلح عليه فلبى نداءها بمطالعاته الأدبية المبكرة في أمهات الكتب العربية التي يحفل بها التراث العربي.وهو هنا يقول : ،، لمست في نفسي قبول القراءة فأقبلت على القراءة من منابعها الأصلية.قرأت كتب ابي حيان التوحيدي . وكليلة ودمنة.وقرأت الشعر العربي الأصيل.وكنت أحب اللغة العربية .والكتابة تتطلب إتقان هذه اللغة.لأن إتقان اللغة اساس في بناء الأديب ،،.
وهو في هذه المرحلة لا ينكر دور المدرسة الفاضلية في طولكرم وتلك النخبة من المعلمين الذين أوجدوا بيئة تعليمية ترفع من شأن اصحاب المواهب من الطلبة الدارسين فيها.وفي لحظات الحنين إلى ذلك الماضي البعيد وسنوات التكوين المعرفي في طولكرم. يقول راضي: ،، هذه هي طولكرم الناهدة على صفحة من تلال البحر المتوسط.الماجدة الساجدة في محراب التاريخ .منهل صفاء ونقاء.وحديقة نضارة.وميدان بطولة .ومنجم رجال لكأنها الخفقة في القلب والمنارة في الدرب.والحانية الهادية مواكب الأجيال الطالعة من وراء السنين.كانت طولكرم هي بداية الخطوة . وكانت مدرستك الفاضلية القنديل الاول الذي اضاء لك ولرفاقك الطريق الطويل.إنها الأم التي ارضعتك.والصدر الذي حنا عليك في أيام الجمر وجفاف الحنان ،،.
يمارس راضي التدريس مدة سنتين.ثم يتوجه إلى الصحافة من باب الادب والشعر .حيث امتلك الموهبة الأدبية في مرحلة مبكرة من عمره.ونشر قصائده في الصحف والمجلات التي كانت تصدر وقتئذ.ثم ينتقل من طولكرم الى القدس وبالذات في جريدة الدفاع جامعًا بين الابداع الادبي والكتابة الصحفية الى درجة الاحتراف.وقد تأثر كثيرًا بأجواء صحيفة الدفاع ومناخها الفكري والسياسي والادبي.وهو ينشط ثقافيًا وأدبيا ويؤسس مع عدد من الادباء والشعراء رابطة أدبية عام ١٩٥٦ تحت مسمى رابطة الأدب الحر.
بعد ذلك تتعدد محطات راضي صدوق الصحفية والاعلامية والاذاعية في عمان وبعض دول الخليج : الكويت وقطر والسعودية. وهو هناك يؤسس ويرأس تحرير عدد من الصحف والمجلات.ويكون في مسيرته العمل في الاذاعة الاردنية . وإصدار مجلة أسبوعية في الثمانينيات باسم : الرائد العربي .وكذلك إصدار صحيفة يومية في روما باسم :الأيام.ثم محطة لعدة سنوات يقيم فيها في الولايات المتحدة الاميركية.
وبعد هذا الترحال والتجوال يعود راضي الى عمان لتكون محطته الأخيرة. وهنا نجده يقول : انه : ،، يمارس التجوال والتنقل والطواف بين العواصم من الخليج الى روما الى أمريكا ثم يحط به الترحال على كاهل عمان .ملاذ التائه الشريد.وملجأ الخائف الطريد ،،.
وفي هذه السنوات العمانية في رحلة راضي صدوق نلتقيه ونستمع اليه وهو ينثر عبير تجاربه وما اكتنزت به جعبته الغنية في بعض الندوات والمحاضرات ولقاءات نادي خريجي المدرسة الفاضلية.
ان راضي صدوق كانت له بصمته الادبية والصحفية منذ الخمسينيات. وكان عصاميًا في بنائه الثقافي والادبي. وترك حصيلة وافرة من الكتب والدراسات وكتب الشعر والقصة والرواية والدراسات الأدبية.وله في ميدان الدراسات الموسوعية :ديوان الشعر العربي في القرن العشرين. وشعراء فلسطين في القرن العشرين.وقامت وزارة الثقافة بإصدار اعمال شعرية له تضم سبعة دواوين .كتب مقدمتها ابراهيم العجلوني الذي قال ان راضي صدوق تميز :،، بمعارفه الغزيرة في شؤون الادب والفكر والسياسة . وهو شخصية فذة قلما نحظى بمثلها على مفارق دروب الحياة.عظيم الإحساس بالكرامة.كرامة الذات وكرامة الآخرين،،.
وكان رحيله وانتقاله الى رحمة بارئه في العشرين من تموز يوليو ٢٠١٠.رحمه الله واحسن اليه.