مقالات

ذكرى النكبة الفلسطينية: 75 عامًا على النكبة .. تأملات في ذكرى النكبة واستمرار آثارها

22 الاعلامي – بقلم: أ.آلاء سلهب – بينما يحيي العالم الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، الحدث الكارثي الذي غير حياة الكثير من الفلسطينيين إلى الأبد، المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره.

نتذكر الأثر العميق الذي أحدثته على الشعب الفلسطيني والذي لا يزال يناضل من أجل العدالة والأرض والنفس.

فعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات ومدن فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً.
حيث بدأ التطهير العرقي في عام 1947 بعد إقتراح الأُمم المتحدة لقرار تقسيم فلسطين.
بدأت العصابات الصهيونية بعملية لبدأ التطهير العرقي علي نطاق واسع لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض لإبطال قرار التقسيم حتي إن أرادت الأُمم المتحدة تنفيذه
عندما نفكر اليوم في أحداث عام 1948 والعواقب الدائمة التي لا تزال تترك أثراً مؤلماً في المنطقة.

وتشير النكبة، التي تعني “الكارثة” باللغة العربية، إلى التهجير القسري والطرد لمئات الآلاف من الفلسطينيين أثناء وبعد قيام دولة الكيان الصهيوني المحتل الغاصب عام 1948.
كانت فترة من المآساة التي تعرض لها أشقائنا الفلسطسنين، تميزت بالعنف والخسارة، ومعاناة والكارثة الإنسانية العميقة.
تم احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد السكان الاصليين وتحويلهم إلى لاجئين في دول اخرى، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من القرى وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية.
فلا تزال عواقب النكبة محسوسة حتى يومنا هذا، حيث لا يزال ملايين الفلسطينيين مشردين من أراضي أجدادهم.

قبل عام 1948 ، كانت فلسطين أرضًا متنوعة يسكنها مزيج من المجتمعات الإسلامية والمسيحية واليهودية، تعيش في سلام ومؤاخاة معًا لعدة قرون.
ومع ذلك، مع إعلان احتلال الكيان الصهيوني، بدأ الطرد الممنهج للفلسطينيين ، مما أدى إلى نزوح جماعي من منازلهم.
تم تدمير القرى ، وتمزيق العائلات، حيث طُرد الفلسطينيون من أراضي أجدادهم، بحثًا عن ملجأ في البلدان المجاورة أو داخل فلسطين نفسها.

نتج عن النكبة أكبر وأطول أزمة لاجئين في التاريخ الحديث.

أصبح الفلسطينيون الذين تم تهجيرهم قسراً لاجئين منتشرين في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا ودول اخرى.
ويبلغ عدد هؤلاء اللاجئين وأحفادهم اليوم الملايين، ويعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، ويحرمون من حقهم في العودة إلى ديارهم، ويتوقون إلى العدالة ويحلمون برجوعهم إلى بيوتهم التي انتزعت منهم بالاجبار من خلال عصابات الصهيونية.

تعتبر ذكرى النكبة بمثابة تذكير مؤثر بالنضال المستمر من أجل حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حق العودة للاجئين والسعي لتقرير المصير.
لقد حان الوقت لتذكر وتكريم صمود الشعب الفلسطيني الذي، على الرغم من التحديات الهائلة، حافظ على هويته الثقافية، وحافظ على صموده، ولا يزال يواصل النضال من أجل حقوقه المشروعة.
بالإضافة إلى الخسائر البشرية والشهداء، كان للنكبة تأثير عميق على المشهد السياسي في المنطقة.
مهد تهجير الفلسطينيين وإقامة الكيان الصهيوني المحتل عام 1948 الطريق لعقود من الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتظل القضايا العالقة الناجمة عن النكبة في قلب الصراع الفلسطيني، مما يؤكد الحاجة إلى حل عادل وشامل يعالج حقوقه وتطلعاته.

في هذه الذكرى الجليلة ، من الضروري الاعتراف بالنكبة ليس فقط كحدث تاريخي ولكن كفاح مستمر من أجل العدالة والمساواة.
إنها دعوة إلى العمل من أجل أن يضاعف المجتمع الدولي جهوده لإيجاد حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، حل يدعم حقوق وكرامة الشعب الفلسطسني.

وبينما يتذكر العالم النكبة ، دعونا نلتزم بفهم تأثيرها الدائم ، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والعمل نحو مستقبل يسوده السلام والعدالة والتعايش في الأرض التي شهدت الكثير من المعاناة والصمود. .

نسأل الله العلي العظيم أن ترجع الحقوق لأصحاب الحق وترجع فلسطين للفلسطينين ويتحد العالم العربي الإسلامي لنصرة الإسلام والمسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى