نواف العجارمة يكتب: أعراس…
22 الاعلامي–
أصداءُ عُرسِكَ أقواسٌ وألوانُ.. والسّعدُ فألُكَ والأفراحُ عنوانُلبّتْهُ عيني
بدمعِ الابتهاجِ بـــهِ.. لبّــــاهُ قلبي فودّعتـــه أحزانُ
لَعمري إنَّ فرحَنا اليومَ عظيمٌ، لو تقاسمَتْهُ القلوبُ لَملأَها وكفاها، ولو مرَّ
على فتيلِ الشّموعِ المصطفّةِ في طريقِكَ الخضراءِ يا سيّدي، لأنارها وضوّاها، ولو أُمطِرَت بطلِّهِ الأرضُ البوارُ لأخصبَها وروّاها.
عرسُ الحسينِ، وهل مرَّ بالخاطرِ أبهى منْ قرّةِ العينِ وحبةِ القلبِ في يومِ زفافِهِ؟!
عرسُ الحسينِ وهل راودَ الأهدابَ حلمٌ يضاهي حُسنَهُ إذْ يشرعُ العمرُ لهُ أبوابَهُ؟!
بعذبِ الزّغاريدِ تصدحُ بها حناجرُ أمّهاتِك وأخواتِك الأردنيّاتُ..بترانيمِ
الهجيني والدّحيّة يجودُ بها آباؤك وإخوتك الأردنيّون..
بقوافلِ أزهارِ الدّحنونِ والدّفلى والأقحوانِ والياسمينِ..
بنوّارِ اللّوزِ والتّفاحِ والرّمانِ..
بأكاليلِ الغارِ والزّيتونِ والصّنوبر..
بشذا اللّيمونِ والنّعاعِ والزّعتر…
برائحةِ التّرابِ بقطراتِ الغيثِ الطّهور تعطَّر..
بحقولِ الذّهبِ تتمايلُ فيها السّنابل..
بكلِّ ما يُبهجُ الأردنيّينَ، ويصنعُ أفراحَهم عبرَ المواسم..
نزفُّكَ.. نتحلّقُ حولَ موكبِ فرحِكَ، نُضيءُ لكَ العيونَ أقمارًا ومصابيح… نُمطرُك بالدّعواتِ، ونحفُّكَ بصادقِ الأمنياتِ، أسرةً واحدةً تزفُّ حبيبَها وجميلَها وقرّةَ عينِها، زينَ الشّبابِ وزينةَ أيّامِنا، رفيقَ أحلامِنا، نخطوها معَهُ خطوةً خطوةً، سيرَ الهوينى الّتي نصنعُ فيها طريقَنا بالثّقةِ الّتي تعلّمناها منْ سيّدِنا وابنِ سيّدِنا، أبيكَ عبدِ اللهِ حفظَهُ اللهُ ورعاهُ رمحًا مصوّبًا لقلوبِ أعدائِنا، ودرعًا لصدورِنا، وشمسًا في سمائِنا.
ها نحنُ نشاركُكَ الطّريقَ، وقد عرفْناك منذُ أنْ داعبَتِ الأنسامُ صدرَك النّقيَّ، وعرفناك فتًى تُنبئُ عيناهُ بتاريخِ أمجادٍ طويلٍ، سبقَ عمرَهُ، واضطلعَ بالمسؤوليّاتِ الّتي حملَها كلُّ مَنْ قُدِّرَ لهُ أنْ يكونَ أردنيَّ النّشأةِ يعربيَّ الهوى والميولِ، وكبرْتَ أمامَنا رجلًا، سمتُهُ الحياءُ والخُلُقُ، وحديثُهُ الحكمةُ والخبرةُ، وفعلُهُ الإنجازُ والتّميّزُ.
قاسمْتَنا الأتراحَ، وقُدِّرَ لنا أنْ نقاسمَكَ الأفراحَ، مبتهجينَ مهلّلينَ مكبّرينَ،
مصلّينَ على جدِّكَ خيرِ الأنامِ والمرسلين.
قلمُ الأفراحِ يا سيّدي عصيُّ البوحِ، شحيحُ الحرفِ، عييّ اللّسانِ، يعتزلُ المشهدَ ليتركَ للعيونِ فرصةَ الوميضِ، وللقلبِ فرصةَ الخفقِ السّعيدِ.
بوركَ لكما، وبورك عليكما، وجمع بينكما على كل خير وسعادة..