22 الاعلامي – كتبت: يسرى أبو عنيز
أعادت الحرائق التي اشتعلت يوم الخميس الماضي في المنطقة الواقعة بين محافظتي جرش وعجلون ،حرائق الصيف إلى الواجهة، لتعود هذه الحرائق مجدداً مع إرتفاع درجات الحرارة،خاصة مع بدء موجات الحر التي تؤثر على المنطقة.
فما بين حريق مصنع الإسفنج في العاصمة عمان ،والذي أتى الحريق عليه،حتى إنهارت واجهاته،ليأتي قرار لجنة السلامة العامة في محافظة العاصمة بإزالة أثار المصنع حفاظاً على السلامه العامه ،وبين حريق الصفصافة الذي إندلع منذ يوم الخميس الماضي ،وتم إخماده صباح الجمعة ،ليعود ويشتعل الحريق من جديد عصر يوم الجمعة ،مما تطلب الكثير من الجهود لإخماده،وليأتي على مساحات واسعة في منطقة الصفصافة في محافظة عجلون،وغابات جرش،ووديان الشام الواقعة بين محافظتي جرش وعجلون.
وأعاد هذا الحريق للأذهان حريق محمية غابات اليرموك في محافظة إربد شمال المملكة ،والذي وقع العام الماضي ونتج عنه حريق 829 شجرة ملول،و150شجرة من الصنوبر الحلبي.
كما بلغ عدد الشجيرات المتضررة 1334شجرة من أشجار السويد الفلسطيني ،قنديل،وزعرور،من أصل 2734 شجرة تصررت،حيث أتى الحريق وقتها على 1630 دونماً مزروعة بأشجار الملول،والصنوبر الحلبي والسويدي الفلسطيني والزعرور والقنديل ،حيث تتراوح أعمار معظم هذه الأشجار التي فقدناها بهذا الحريق والبالغ عددها الإجمالي 2500شجرة ،يتراوح عمرها ما بين 500-700 سنة.
وفي عام 2020 وتحديداً في شهر تشرين الأول التهم حريق اندلع في محافظة عجلون حوالي 500 دونم من الأشجار الحرجية ،وأشجار الزيتون،وحريق آخر في العام 2019 في محافظة جرش حيث أتى على800 دونم .
أما في عام 2012 فقد أتى حريق في غابات الصفصافة في محافظة عجلون على أكثر من ألف شجرة حرجية من أشجار الملول والصنوبر الحلبي والسندان واللزاب والبكم والقيقب ،إضافة لآلاف الأشجار الأخرى التي طالها الشفط.
وعودة إلى حريق منطقة الصفصافة الذي بدأ يوم الخميس في غابات عجلون وإمتد إلى غابات محافظة جرش،منطقة وديان الشام ،ليتم إخماده فجر يوم الجمعة حيث تم إستخدام الطائرات للسيطرة على الحريق،كما عملت كوادر الدفاع المدني بالتعاون مع كوادر الحراج في محافظتي عجلون وجرش ،وطائرات من سلاح الجو حيث أتى الحريق على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية.
وعاد الحريق مجددا للإشتعال بعد ظهر يوم الجمعة الماضي في منطقة الصفصافة وهي منطقة وعرة جداً حيث تم الإستعانة ب3 طائرات من طائرات سلاح الجو الملكي نظراً لصعوبة تضاريس المنطقة والتي حالت دون وصول آليات الدفاع المدني المجنزرة،والمدولبة إلى موقع الحريق .
مديرية الأمن العام وعلى لسان الناطق الإعلامي بإسمها أكدت أن فرق الإطفاء في مديرية الدفاع المدني وبإسناد من 3 طائرات من سلاح الجو الملكي ،والشرطة وقوات الدرك ومديريتي زراعة عجلون وجرش أخمدت الحريق الذي أتى على مساحات واسعة من الأعشاب الجافة والأشجار الحرجية بمنطقة الصفصافة ،وأمتد الحريق لمساحات واسعة ومتشعبة في أكثر من مكان.
وبين أن كوادر الإطفاء بذلت جهوداً مضنية في عمليات إخماده لكون الحريق شب في منطقة تتصف بالتضاريس الصعبة والوعرة،حيث شارك في إخماد الحريق 100 ألية عمليات مختلفة من إطفاء وإسعاف ومنصات إطفاء ولودرات وتنكات تزويد وأبراج إطفاء وجرارات زراعية بالإضافة إلى ثلاث طائرات وما يزيد عن 500مشارك من مرتبات جهاز الأمن العام .
القوات المسلحة /الجيش العربي أعلن في بيان أصدره عن إستخدام 214 طنا من المياه لإخماد الحرائق التي نشبت في غابات الصفصافة ووادي الشاميه يومي الخميس والجمعة الماضيين.
أما مدير حراج جرش فايز الحراحشه فقال في تصريحات صحفية يوم أمس الإثنين إن المساحة التي تعرضت للحريق في غابات جرش بلغت قرابة 464 دونماً ،حيث أن 437 دونماً من المساحة المحروقة هي حراج حكومي ،و25 دونماً هي أشجار مثمرة مملوكة للمواطنين.
وبين أن الحريق إلتهم 90% من الأشجار التي أتى عليها الحريق ،وأن عمر الأشجار في منطقة الحريق يتراوح ما بين 100 إلى 150 عاماً ،وأن إخماد الحريق وتبريد المنطقة وإخماد الجمر إستمر 4 أيام ،مشيرا إلى أن مديرية زراعة جرش تعمل على فتح خطوط نار (طرق داخل المناطق الحرجية لتسهيل وصول آليات الدفاع المدني لمنطقة الحريق في حال نشوبها).
من جهة أخرى بين الناطق الإعلامي في وزارة الزراعة لورنس المجالي في تصريحات صحافية أنه سجل في العام2021 حوالي 500حريقا،وفي العام 2022 سجل أيضاً 190 حريقاً حيث بلغت خلال العامين 690 حريقاً.
أما وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات فقد أكد في تصريحات صحافية لوكالة الأنباء الأردنية أن أسباب الحريق غير معروفة وسيتم فتح تحقيق للوقوف على السبب الرئيسي لاشتعال الحريق ،مبينا بأن كثافة الأعشاب ،وارتفاع درجات الحرارة ساعدت على سرعة انتشار النيران بين الأشجار ،وأتت على مساحات واسعة من الأشجار.
قانون رقم 13 لسنة 2015 ( قانون الزراعة لسنة 2015 وتعديلاته المادة 32) فقد جاء في الفقرة ( أ) منه ” يحظر إشعال النار في مناطق الحراج الحكومي وفي المناطق المجاورة له حتى مسافة 300 م حوله،وللوزير أو الحاكم الإداري عند نشوب حريق في الحراج الحكومي أن يقرر وضع اليد على ما يلزم من آلات ومواد ووسائط نقل خاصة لإستعمالها في أعمال المكافحة شريطة تعويض مالكيها .
أما الفقرة ( ب) فيعاقب كل من يتسبب في إشعال النار في الحراج الحكومي أو الخاص بالحبس من 6 أشهر إلى سنة وبغرامة مقدارها ثلاثة أضعاف القيمة المادية عن كل شجرة أو شجيرة حرجية أتلفها الحريق ويلزم بدفع تكاليف إطفاء الحريق.
الباحث ورئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور أحمد جبر الشريدة قال أنه في حال الحريق هناك خطورة بعض أنواع من الأشجار وخاصة الصنوبريات أكثر من السنديانات أو الأشجار عريضة الأوراق.
وأضاف الباحث الشريدة في تصريحات صحفية خاصه أن الحريق في الصنوبريات والتي غالباً ما تكون مشبعة بالأصباغ الطيارة التي تساعد على الإشتعال ،وكذلك فإن أكواز الصنوبريات في حالة وصول الحرارة إليها ،وإحتراقها فإنها تنفجر وتصبح أشبه ما تكون بالمقذوف تنطلق لمسافة 40 إلى 50 متر وتسقط في منطقة أخرى غير مشتعل فيها النيران فهناك تصبح عملية اشتعال جديده ،كما أن أكواز الصنوبريات هي قنابل موقوتة تنقل الحرائق من منطقة إلى أخرى.
وبين الدكتور الشريدة أن خلاصة تجربتي كباحث ميداني وأكاديمي في مجال حماية البيئة وصون الطبيعة أن 90% من حرائق الغابات بالعالم هي حرائق مفتعلة وهي من صنع البشر سواء كانت بشكل مباشر ومتعمد أو بشكل غير مباشر ،أو بسبب الإهمال .
وبعد فإن الجهات المعنية وبخاصة وزارة الزراعة والتي وجهت بتعليمات من الوزير بفتح تحقيق في حريق الصفصافة حيث لا يوجد معلومات مؤكدة لأسباب الحريق حتى كتابة هذه السطور.
كما تندلع سنوياً ألاف الحرائق بالأعشاب الجافة والغابات ،وتأتي على ألاف الأشجار الحرجية والمثمرة،حيث بلغ عدد الحرائق المندلعة منذ بداية العام الحالي 7050 حريقا في الأعشاب الجافة والأشجار.