22 الاعلامي – بقلم: م. أحمد نضال عواد
من منا يعيش بلا تحدياتٍ أو ظروفٍ طارئةٍ تعكرُ صفوَ حياتِه أو تُحبِط مخططاته؟!
إنّ الحياة التي نعيشها ما هِيَ إلّا محطة إلى حياتنا بالدار الآخرة فهذا اليقين يجبُ ترسيخهُ لدينا، فلنحسن النية والعمل قبل بلوغِ الأمل، وإنّ لكل حدثٍ يحصل معنا بهذه الحياة حكمةٌ بالغة يعلمها اللّه عز وجلّ وعلينا البحث عنها والتعامل معها بإيجابيةٍ وتفاؤل ورضا، فاللّه لا يريدُ بنا إلا الخير دائماً، وهو معكم أينما كنتم!
علينا الحرص على تحويل التحديات إلى فرص، وجعل ذلك فكراً نمضي به في حياتنا و ننشره لمن حولنا، في كل محنة هناك منحة ربانية، وإن مع العسر يسراً، وما بعد الضيق إلا الفرج والفرح والسرور من اللّه عز وجلّ، فالقدر عندما يقع فنحنُ أمام خيارين إما الرضا أو السخط، ولنتذكر أنّ من رضي فله الرضا، وأنّ القناعة كنزٌ لا يفنى، وأنّ الخيرَ فيما وقع تحقق و أنّ الخيرة فيما يختاره اللّه دائماً!.
علينا عدم البقاء في منطقة الراحة والسعي نحو التطور وأحياناً يتطلب ذلك منا المغامرة، ولكن دون استعجال وتسرع بل مع التخطيط المقرون بالعمل، ومع الأمل المتواصل واليقين الكامل بأنّ اللّه يدبر الأمر لنا و للكون وما فيه، وبكل تأكيد فإنّ لكلّ مجتهد نصيب بإذن اللّه تعالى!
الشباب لديهم الطاقات الكبيرة الخلاقة والتي ينبغي استثمارها وتعزيز الإنتاجية لها، فالشباب قادرون على التغيير الإيجابي والإسهام في تنمية الوطن والعالم على نحوٍ مستدام، كما علينا البحث عن الآليات التي تجعلنا نعتمد على الذات والمساهمة في تعزيز الفرص المُتاحة وخلق البيئة الداعمة المشجعة للاستثمار وزيادة الإنتاجية و الدافعية المولدة للفرص الجديدة.
تُعجبني جملة ( أفر من قدر اللّه إلى قدر اللّه )، فاللّه عندما قدر كل شيء فهذا لأنّه هو وحده علام الغيوب يعلم كل شيء، فلنحسن الظن باللّه عز وجلّ العليم الخبير، ولنكثر من ذكره جل جلاله، إنّه يحب الذاكرين المستغفرين!
علينا كل يوم استشعار عظيم النعم التي نحن فيها، (وفي أنفسكم أفلا تُبصرون)، و أنصحكم بزيارة مريض أو زيارة المستشفى والنظر بقلب شاكر ولسان ذاكر إلى عظيم النعمة التي نحن فيها عندما تكون الصحة معنا، أو حتى زيارة المقابر و الاتعاظ من ذلك فنحن بكل تأكيد ما نزال أحياء والله منحنا الفرصة للتغيير نحو الأفضل وأن نكون اليوم أفضل من الأمس! “يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه”.
كيف بالامكان أن نُساهم ولو معنوياً في نشر الإيجابية والتفاؤل، وبث روح الطمأنينة في نفوس الآخرين حولنا؟! وماذا يمكننا أن نفعل لتحويل ذلك من الكلام النظري إلى بيئة فاعلة مليئة بالسعادة والخير ؟! هذه الأسئلة وعلينا جميعاً الإجابة من خلال مراقبة نياتنا وأفكارنا وأعمالنا ولنتذكر دائماً الاخلاص للّه عز وجل في كل ذلك، ومراجعة النية باستمرار فعلى نياتكم ترزقون.
ما تفكر فيه يصبح حقيقة، لذلك فكر كيف تتطور وتنجح، كيف تتعلم و تبدع، كيف تعمل بإتقان، كيف تنشر المحبة والخير والتفاؤل والسعادة، كيف تصل إلى الإحسان فإنّ الله يحب المحسنين!
علينا نشر نية الخير دائماً والمشاركة الإيجابية في كل ما يساعد الناس (وتعاونوا على البر والتقوى) وأعظم نية هي كيف يدخل الناس جميعاً برحمة اللّه عز وجل ( وادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )، ولنتذكر أنّ خير الناس أنفعهم للناس … اللهمّ استعملنا ولا تستبدلنا واجعلنا نافعين للناس أجمعين، ودمتم بخير!