22 الاعلامي – بقلم م. بسام ابو النصر
وعزة في قلوب المؤمنين، تمنيناها مدينة لولادتنا كي نحظى بشرف الشهادة ويحظى اطفالنا أن يكونوا طيورًا يطيرون حولنا، تمنيناها سقفًا لحريتنا حين سقف اهلها السماء عندما تدنت سقوف المدن الأخرى، تمنينا عرائس كعرائس الغزيات لأولادنا كي ينجبن مقاومين شجعان، وهن اللواتي يودعن رجالهن قبيل الزفاف، تمنينا أطفالنا بشجاعة أطفالهم ورجالنا بشجاعة رجالهم، ونساءنا بصبر نسائهم، تمنينا أن ندفن بجوارهم ونتدثر بدثارهم، تمنينا أن نمسك ب” الياسين” حين ندفع الظلم عن ديارنا وجوارنا وإسارنا، وعن أرضنا وعرضنا، وعن تاريخنا وعقيدتنا، ونمسك بالقسام، ومدافع الهاون المعدلة، تمنينا أن نرتقي الى ما أرتقى اليه كل شهداء المقاومة، وكل أطفال جباليا ونصيرات وتل الهوى ومخيم المغازي ورفح وخان يونس، وكل المخيمات والمواقع الذي استهدفها الاحتلال دون وازع انساني واخلاقي، وبقيت المقاومة قوية لا يقوى الاحتلال على مواجهتها بشكل مباشر، واذا كان لهذا الاحتلال ان يقول ان حماس تختبيء بالاطفال والنساء وهذا ادعاء باطل، فهم يختبئون بطائرات امريكا واسلحة فرنسا وبريطانيا واموال اللوبي الصهيوني وما يقره كونغرس القوة الاخلاقية التي استباحت الاشلاء المدنية البريئة من الاطفال والنساء لأجل الدفاع عن المستعمرة الصهيونية.
وقد أعجبني ان احداهن تمنت ان تحتضن يتيم من اطفال غزة فأُجيبت من الشخص الذي طلبت اليه انه يتمنى ان يبعث باطفاله الى غزة ليتربوا على ما تربى عليه أطفال غرة زماننا وعزة احلامنا، غزة…. قاهرة الغزاة واعوانهم والخونة الذين وقفوا معهم بالصمت أو بالمواقف المتراجعة والمشحونة بكراهية الاشقاء لأجل المواقف الشخصية والمتدنية.
تمنينا ان غزة هي حاضرة الامة حين غياب كل المدن، وحين صمتت كل الحواري التي اكتفى اهلها بمتابعة الدمار الذي يلحق بغزة والذي لم يحرك ساكنًا في قلوب الكثير من اخوة الدم في الشمال والجنوب، وكل الجهات التي أمعن بعضها في مجافاة الاهل في غزة.
وعلينا ان نكون امناء ان موقفنا في الاردن كان مشرفا منذ البداية فرفض ان يقدم بايدن مؤتمرا صحفيا في عمان، ولقاء زعماء عرب، وهذا موقف سيذكره التاريخ، وتقديم دعم لوجستي من خلال القاء مساعدات عبر طائرات سلاح الجو، واضعة الكيان الصهيوني في موقف محرج، حيث لم يتطلب التنسيق اي موافقة وكان يمكن ان يشكل هذا الامر اعلان حرب لو اقدم الكيان المحتل على اعتراض طائرات ال C130 وطاقمها الشجاع.
تحية الى الملك الذي يحمل وحده الهم العربي، والذي وحده يقوم على شرح حقيقة ما يحدث في غزة، والشكر الى الدبلوماسية التي تأبى سياسة “الاختباء الايجابي” الذي تعمل به معظم الدول العربية، وتحية لفرسان السماء الذين حملوا دمهم وذهبوا فوق تل الهوى ليرموا وبدقة من علو شاهق بكل ما يحتاجه المستشفى الاردني وبدون اي مزايدة فان الاردن قد ذهب هناك دون تراجع وبقيت كل الجيوش تنتظر نهاية معركة طوفان الاقصى، وربما سيكون موقفها ما ستؤول اليه النتائج ، وما سيحدث للمقاومة وعزة التي رغم خسائر الابرياء، والمباني، قد اوقعت بالجانب الصهيوني ما فاق كل ما خسره في كل حروبه مع العرب.