22 الاعلامي – بقلم: فادي زواد السمردلي
منذ تأسيس الأردن الحديث في عام 1921، والذي شهد ميلاد دولة تحمل شعار العزة والكرامة والسيادة، عبر الأردن عن تمسكها بتاريخها وهويتها وثقافتها، وتبنت قيم التعايش والاحترام المتبادل بين الشعوب والأديان والأعراق فالأردن دولة تسعى جاهدة إلى تحقيق السلام والتعاون والتنمية مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، كما تقف بقوة وإصرار إلى جانب القضايا العادلة والإنسانية في العالم.
تأتي قضية فلسطين في صدارة هذه القضايا، حيث يعتبر الأردن فلسطين قضيته الأساسية والمحورية وقدم دعماً لا ينضب ومساندة لا تتزعزع للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي ومنذ البداية كان الأردن الرائد في استضافة الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين على أرضه، وتوفير الحماية والدعم لهم بالإضافة إلى دفاعه المستميت عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
ومع هذا الدعم والتضامن الثابت تستهدف بعض الجهات التشويه والتشكيك في دور الأردن وصورته الوطنية، من خلال نشر الأكاذيب والافتراءات والشائعات تلك الجهات المغرضة تحاول بث الفتنة والخلاف والعداوة بين الأردن وشعبه وقيادته وجيشه وأمنه وبين الأردن وإخوته العرب والمسلمين.
من بين أحدث هذه الإساءات هو ما يحدث في غزة حاليًا حيث يتعرض القطاع لهجمات إسرائيلية وحشية أدت إلى مقتل وجرح الآلاف وتدمير المنشآت الحيوية وفي هذه الظروف الصعبة كان الأردن من أوائل الدول التي أعلنت تضامنها مع غزة وفلسطين وقدمت مساعدات إنسانية وطبية وغذائية ومالية للمتضررين.
ومع ذلك، يُحاول البعض التشكيك في هذا الموقف ونشر الشكوك زاعمًا بأن الأردن لم يفعل شيئًا لغزة وفلسطين، وأنه يتواطئ مع الاحتلال.
تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة فالأردن لم يتخلى عن فلسطين أبدًا بل هو دائمًا معها ولها والأردن لم يتحالف مع إسرائيل ، بل هو دائمًا يناضل ضدها ويحذر من مخاطرها . والأردن لم يخن القضية الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية بل هو دائمًا يدافع عنها ويساندها ويمثلها.
لذلك، نحن نرفض كل الإساءات التي تطال الأردن ونؤكد على وقوفنا خلف قيادتنا وجيشنا وأمننا وشعبنا، داعين إلى توحيد الصف والكلمة والموقف في مواجهة كل المخاطر والتحديات.
إننا نثق بأن الحق سينتصر في النهاية، وأن الشعب الفلسطيني سيحقق حريته واستقلاله وكرامته، وأن الأردن سيبقى دولة العزة والكرامة والمجد والفخر، وسيظل صوتًا داعما لفلسطين في كل المحافل والمنابر.
ندعو كل الدول والشعوب والمنظمات التي تحب السلام والعدل والحرية والحقوق الإنسانية أن تقف مع الأردن ومع فلسطين، وتدين وتوقف العدوان الإسرائيلي وتضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية والمبادرات السلمية، وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة
فلنتحد جميعًا في وجه التحديات، ولنجعل من العدالة والسلام قيمنا الأساسية، لأن الأردن وفلسطين ستبقيان شقيقين وشريكين وحليفين في السراء والضراء، وستظلان رمزين للعزة والكرامة والمجد والفخر في قلب كل عربي.