22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب
في كل عام، يحمل يوم العلم الأردني رمزية خاصة ونستذكر تاريخاً عريقاً من البطولات والتضحيات التي رافقت مسيرة هذا الوطن العزيز نحو التقدم والازدهار.
ويعتبر هذا اليوم فرصة لتجديد العهد بالوفاء والولاء للوطن وقيادته، وتكريماً لتضحيات الشهداء وبطولات الأجداد التي أسهمت في رفع علم الأردن عالياً في سماء الكرامة والعزة.
ويأتي يوم العلم الأردني ليؤكد على أهمية الوحدة والتلاحم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
فهو يوم يستحضر فيه أبطال الأردن وتضحياتهم، ويجسد العزم والإرادة في مواجهة التحديات وتحقيق النصر بالإرادة والعزيمة.
بمرور الزمن، تستمر الذكرى بالتجديد والتأكيد على الفخر بالتاريخ العريق للشعب الأردني، وذلك في يوم العلم الوطني الأردني في السادس عشر من نيسان من كل عام.
علم الأردن، يرمز إلى تاريخ عريق من الصمود والمقاومة، ويحمل في طياته قصة شعب واحد يتحدى الصعاب ويحقق النصر.
بدأ استعمال العلم بصورته الحالية منذ عام 1922، وهو مستمد في شكله وألوانه من راية الثورة العربية الكبرى التي انطلقت من بطحاء مكة عام 1916.
وحدد الدستور الأردني في المادة الرابعة مواصفات العلم حيث نص على: “تكون الراية على الشكل والمقاييس التالية: طولها ضعف عرضها، وتقسم أفقيا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية: العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، ويوضع عليه من ناحية السارية مثلث قائم أحمر قاعدته مساوية لعرض الراية وارتفاعه مساو لنصف طولها، وفي هذا المثلث كوكب أبيض سباعي الأشعة مساحته مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية وهو موضوع من حيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث، وبحيث يكون المحور المار من أحد الرؤوس موازيا لقاعدة هذا المثلث”.
رموز الألوان في العلم الأردني، اللون الأسود راية العقاب، وهي راية الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم. وقد اتخذه العباسيون شعارًا لهم.
اللون الأبيض، راية الدولة الأموية.
اللون الأخضر، راية الدولة الفاطمية، وشعار آل البيت واللون الأحمر، راية الهاشميين منذ عهد جدهم الشريف أبي نُمّي.
وأما الأشكال فيمثل المثلث الأحمر الذي يجمع الأشرطة الثلاثة السلالة الهاشمية.
والكوكب سباعي الأشعة (النجمة السباعية) يدل على فاتحة القرآن الكريم (السبع المثاني) (سورة الفاتحة من سبع آيات، ووجوده في وسط المثلث يدل على هدف الثورة العربية الكبرى (توحيد الشعوب العربية).
يوم العلم الوطني الأردني ليس مجرد احتفال بالألوان والشعارات، بل هو تجديد للعهد والولاء للوطن وقيادته، وتكريم لتضحيات الأجداد والشهداء الذين بذلوا أرواحهم من أجل حماية هذا البلد ورفع رايته عالياً.
يوم العلم الوطني الأردني يأتي ليعزز الشعور بالانتماء والفخر بالهوية الوطنية.
لذا، فلنحتفل بيوم العلم الأردني بكل فخر واعتزاز، ولنستلهم من تاريخنا العظيم القوة والإصرار على مواصلة النهضة والتقدم.
وأجمل ما يقال من شعر في يوم العلم الاردني هو النشيد الوطني للمملكة الأردنية الهاشمية والذي قيل فيه:
خافق في المعالي والمنى.. عربي الظّلال والسّنا
في الذّرى والأعالي فوق هام الرّجال.. زاهيًا أهيبا
حيه في الصّباح والسّرى.. في ابتسام الأقاح والشّذى
يا شعار الجلال والتماع الجمال.. والإباء في الرّبى
من نسيج الجهاد والفدا.. واحتدام الطراد في المدى
من صفاء اللّيالي وانطلاق الخيال.. ساجيًا طيبا
سر بنا للفخار والعلا.. وارعنا للنضال جحفلا
في مجال الطعان وانحدار الزّمان.. ظافراً أغلبا.
