22 الاعلامي- الصحفي علي عزبي فريحات
اليوم العالمي لحرية الصحافة يعتبر فرصة لتسليط الضوء على الواقع الذي تشهده الحريات الصحفية والحاجة الى مراجعة شاملة لدراسة واقعها للخروج برؤية تدعم مسيرة حرية الإعلام واستقلاله لان الصحافة لا تزدهر ولا تتنوع ولا تؤثر في الرأي العام ان لم تتوفر لها التربة الحرة لتنمو بها وتطل بها على منابع المعرفة .
ويعتبر يوم الثالث من أيار من كل عام مناسبة لصحفيي العالم ليكون احتفالا سنويا دوليا بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة وإحياء لذكرى ضحايا انتهاكات حق الحرية والتعبير وهو اعتراف منها بأن الصحافة هي سلطة حرة مستقلة ومناسبة لاطلاع العالم على دور وسائل الإعلام في مساعدة الناس.
ورغم ذلك لا يزال الصحفيون تحت دائرة الاستهداف والخطر ويعانون من الانتهاكات المتواصلة ضدهم والمستمرة و المتعددة حيث لم يسلم الصحفيون في العالم العربي من القتل والاختفاء والاختطاف والسجن والاعتداءات الجسيمة والمعاملة المهينة واللانسانية وهي أيضا لا تتوقف عند هذه الحدود لكن هناك انتهاكات أخرى مثل حجب المعلومات والرقابة المسبقة ومحاولات الاحتواء الناعم وكلها في نهاية المطاف تعصف وتقيد حرية بحرية الإعلام.
ويشكل الاحتفال بهذه المناسبة فرصة حقيقية لتسليط الضوء على الواقع الذي تشهده الحريات الصحفية في الأردن للخروج برؤية نقدية تساهم في رفد وتدعيم مسيرة العمل الديمقراطي وكل من يدافع عن حرية الصحافة من صحفيين ومثقفين وسياسيين ونشطاء حقوقيين واجتماعيين للمطالبة بوجود أجواء ومناخات صحفية حرة ومستقلة ومسؤولة.
ان ما تحتاجه الصحافة حتى تتطور هو وجود قوانين تكرس حريتها واستقلالها وحقها في العمل دون أي تدخل وثقافة عامة تنزع ثوب الوصاية عنها ومؤسسات إعلامية ناضجة ترتكز في عملها إلى تقاليد مهنية راسخة فالحكومات الصادقة مع نفسها ومع مواطنيها والتي تعمل بنزاهة واستقامة لا تخشى حرية الإعلام وكشف الحقائق بل بالعكس تسعى إلى ذلك بكل ثقة.
ان حرية التعبير حق اساسي من حقوق الانسان تقوم عليه جميع الحريات المدنية لذلك اصبحت حقا متاحا للجميع خصوصا مع مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن الاعلام التقليدي الذي ما زال يحافظ على خصوصيته لذلك يجب ان يكون هناك التزام لدعم الحريات الصحفية من خلال التشريع المناسب والتعليم والبحث والتدريبات على مستوى الوطن وبذل المزيد من الجهود لحماية وتعزيز حرية التعبير من خلال إدخال تعديلات تشريعية حاسمة على القوانين الناظمة لحرية الصحافة والإعلام لحماية الصحفيين وتنظيم العلاقة ما بين وسائل الاعلام لتحقيق التنمية المستدامة .
وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة قضى 144 صحفيا فلسطينيا راحوا ضحية الحرب التي تستمر في غزة منذ أكثر من مئتي يوم رغم ذلك يواصل الصحفيون الفلسطينيون عملهم في نقل الأحداث رغم المخاطر وصعوبات النزوح في الخيام مع عائلاتهم التي أصبحت ايضا مهددة بالخطر.
نحيي كل الصحفيين الذين يدافعون عن حرية الإعلام وحق الناس بمعرفة الحقيقة ونذكر بإجلال الإعلاميين الذين سقطوا شهداء على طريق حرية الصحافة وهؤلاء الذين يقبعون خلف القضبان.
كما نتقدم بأسمى آيات التقدير والاعتزاز من جميع الصحفيات والصحفيين الفلسطينيين الذين وقفوا دائماً في طليعة المدافعين عن الحريات العامة وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير وقدموا خلال مسيرتهم المهنية تضحيات جسيمة من أجل إيصال الحقيقة للعالم أجمع ودفع بعضهم حياته ثمناً لالتزامهم بواجبهم المهني النبيل.
كُلُّ عَامٍ وَجَمِيعُ الْعَامِلِينَ فِي الصِحَافَةِ وَالْإِعْلَام بِأَلْف خَيْر.