22 الاعلامي – بقلم فادي زواد السمردلي
في افتتاح القمة العربية التي عُقدت في المنامة ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني كلمة محورية حملت رسائل واضحة وشاملة حول الأوضاع الراهنة في المنطقة، وبالأخص القضية الفلسطينية التي وصفها بأنها القضية المركزية التي تتفاقم جراء السلوك العدواني المستمر من الجانب الإسرائيلي وقد شدد جلالته على ضرورة تبني موقف عربي موحد لمواجهة هذا السلوك والتحديات التي يفرضها الكيان
تناولت كلمة جلالة الملك الوضع المأساوي في قطاع غزة، مشيرًا إلى المعاناة الشديدة التي يعيشها الفلسطينيون هناك. ودعا المجتمع الدولي للتحرك العاجل بمسؤولية لإنهاء هذه المأساة مؤكدًا أن التزام العالم بمبادئه ومواثيقه سيكون له تأثير كبير على الأجيال القادمة ولم تقتصر كلمته على الدعوة لإنهاء الحرب في غزة بل ركزت أيضًا على أهمية تعزيز وجود الفلسطينيين على أرضهم وتمكينهم من العيش بحرية وكرامة، مناشدًا بتكثيف الجهود لدعم الحكومة الفلسطينية في أداء مهامها.
أكد جلالة الملك أن المطلب العربي الدائم يجب أن يكون وضع الدولة الفلسطينية المستقلة على أجندة المجتمع الدولي مشددًا على ضرورة الاستمرار في دعم وكالة الأونروا للقيام بدورها الإنساني تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومطالبًا بزيادة المخصصات المالية لهذه المنظمة التي تعد هدفًا دائمًا للاستهداف الإسرائيلي.
لم يغفل الملك عبد الله الثاني عن الأوضاع في الضفة الغربية محذرًا من الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب التي تستفز وتحاول تفجير الوضع. وأكد على أهمية عدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن المخطط الإسرائيلي يستهدف الفلسطينيين بصورة شاملة مما يستدعي وقفة عربية ودولية متواصلة لمواجهة هذه المخاطر.
كما تطرق جلالة الملك إلى قضية القدس، مجددًا التزام الأردن بالحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة، ومواصلة حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وفي ختام كلمته، دعا الملك إلى تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة، مشددًا على احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. واستعرض الشروط الموضوعية لتعزيز هذا التعاون معبرًا عن خبرته الواسعة في السعي لرأب الصدع بين الدول العربية وبناء تحالف عربي حقيقي من خلال توظيف علاقاته الطيبة والأخوية مع الأشقاء العرب وجاءت الكلمة لتلقي الضوء على الطريق الذي يجب انتهاجه للخروج من الأزمة الكبيرة التي تواجه الأمة العربية وحملت رسائل عملية وواضحة تسهم في تحقيق هذا الهدف.