مقالات
أخر الأخبار

العمارين تكتب: الرسالة الحزبية إلى أين ؟

22 الاعلامي – بقلم هدى العمارين – الحزب الوطني الإسلامي

ينشأ الحزب السياسي من تجمع مجموعات متشابهة في التفكير ولديها مجموعة مشتركة من المبادئ المتعلقة بمسألة سياسية. ويتطلب الأمر إحساسًا قويًا بالإرادة والتصميم والاقتناع لتكون قادرًا على حشد الدعم الشعبي لتحقيق الهدف الذي تم تشكيل الحزب  من أجله. يتضمن هذا عادةً شكلاً من أشكال النضال والتوجية والإرادة القوية  لكي يعكس ديناميكيات المجتمع المعني .

                لذلك فإن كل حزب سياسي يهدف إلى الوصول إلى السلطة، سواء في الحكم أو المعارضة، حيث أن هذه النقطة التي من شأنها إحداث تغيير في الواقع السياسي وبالتالي تمكينه من تحقيق أهدافه. ولا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا من خلال الانتخابات. فالانتخابات تتطلب العمل بين الجماهير، وتقريب القادة من القاعدة الشعبية، وإنشاء شبكة تواصل بين قيادة الحزب والأعضاء الذين يشكلون الجماهير. كل ذلك تمهيداً لمشاركتهم وتفاعلهم الإيجابي مع حزبهم  السياسي: وهو عامل مهم، بل ومحدد، إما للدفع نحو تلك القرارات (السلطوية) أو للاقتراب منها.

                   قبل الدخول في السياسة، من المتوقع من كل عضو طموح في الحزب أن يجسد تطلعاته. إن السياسة – كما يسميها البعض – هي لعبة ذات مخاطر عالية؛ فهي في جوهرها تنطوي على مسؤوليات أساسية معينة على مستوى الحزب السياسي مثل الانخراط في المنافسة الانتخابية حيث يكون الهدف هو الفوز وإقامة اتصالات بين جميع الطبقات داخل مجالات مصلحة المجتمع. لكن الأهم من أي شيء آخر هو تقديم خيارات سياسية.  

                إن النهج العام تجاه قضية تشمل أطرافًا متصارعة متعددة سيكون غير مثمر بدون اقتراح ملموس لهذه المسألة. تعمل الرسالة الحزبية كجسر بين الحزب  والجماهير، وكإثبات  لمصداقية الحزب وقيادته في نظر مؤيديه في أي قضية معينة. وأحيانا لا أخفيكم ، فإن معايير السياسة العالمية  تملي علينا حدود لهذه الرسالة – فهي تتلخص في معالجة القضية المحددة المطروحة، وتحديد الجمهور المستهدف، والإجابة على أسئلة حاسمة:
ما هي المشكلة وكيف نحلها؟ لماذا يجب أن تثق بهذا الحزب دونا عن  الآخرين؟

لذلك فإن التخطيط الاستراتيجي يلعب دوراً حيوياً لأي حزب سياسي في مواجهة التحديات والمتغيرات في التعامل مع القضايا “السلبية” و”الإيجابية” وفق معايير علمية ينبغي أن ترتكز على مفاهيم واضحة ترفع العزم نحو الهدف من خلال نهج مؤسسي. وبالتالي تقليل احتمالية التردد والغموض.

إن اختيار القادة السياسيين يعتبر أمراً حاسماً في تنظيم الحياة السياسية الحزبية، حيث يلعبون دوراً مؤثراً في تنفيذ الخطط والبرامج المعتمدة في الحزب . إضافة إلى ذلك، يمكن لهؤلاء القادة أن يسهموا في إثراء الحياة السياسية بأفكارهم ومشاريعهم الإبداعية.

عموماً، نعاني كثيراً من سوء آليات عقد المؤتمرات الحزبية وهي بدورها  تؤثر سلباً على مسار الحزب والقضية التي ينادي بها، مما يؤدي إلى التشتت وفقدان الثقة وانخفاض الانخراط في الأحزاب من قبل الكوادر السياسية والمجتمعات المحلية التي إنفتحت الآن على الأحزاب بسبب القوانين الداعمة مما يشكل إنطلاقة جديدة وفريدة من نوعها في الإنتخابات البرلمانية القادمة.

يجب أن تكون آلية انعقاد المحطات الحزبية مبنية على بناء حزب مؤسساتي أولا، واختيار قادة سياسيين وفق مبدأ الكفاءة والمؤهلات والحاجة الفعلية، دون مراعاة لحسابات معينة  كالمال مثلا. يجب أن يتم اختيار المرشحين بناءً على سجلهم النضالي وتاريخهم، وعرضهم أمام المؤتمرين بشكل شفاف. يجب أن تكون الديمقراطية ثقافة ووعي، وليست مجرد تقليد. التصويت يجب أن يكون تعبيرًا عن الضمير والهدف، ولذلك يجب تكثيف الجهود في توعية الممجتمعات وتثقيفهم حول ثقافة الاختيار والتصويت.

وأخيرا، أتمنى أن تكون الإنتخابات القادمة إضافة نوعية وإنجاز يضاف إلى إنجازات الوطن و كل عام والوطن وقائد الوطن  والشعب الأردني بخير في الذكرى الثامنة والسبعين للإستقلال، والتي تأتي مع تحقيق تقدمٍ ملموسٍ على كافة الأصعدة ، وخصوصا الحياة السياسية والحزبية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى