22 الاعلامي – بقلم فادي البوري
في 25 ايار من كل عام، يحتفل الأردنيون بذكرى استقلالهم، التي تمثل رمزاً للنضال والكفاح من أجل الحرية والسيادة الوطنية. يعد هذا اليوم محطة مهمة في تاريخ الأردن، حيث استعاد الوطن سيادته وأصبح قادراً على تحديد مساره ولكن ماذا يعني الاستقلال للأردنيين اليوم؟ وكيف ينظرون إليه في ظل التحديات الراهنة والطموحات المستقبلية؟
بالنسبة للكثير من الأردنيين، يشكل الاستقلال رمزاً للكرامة الوطنية والفخر بتاريخهم ومآثر أسلافهم وتجسد الاحتفالات السنوية بالاستقلال ذكرى النضال للجيل الأول من الأردنيين ضد الانتداب البريطاني وقد يظل محفوراً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة وترفع الأعلام الأردنية في الشوارع، وتتزين المنازل والمؤسسات بالألوان الوطنية، بينما تنطلق المسيرات والمهرجانات التي تعكس روح الوحدة الوطنية والانتماء للوطن هذا الوطن الذي كان وما يزال رمز العزة والكرامة
رغم مرور عقود على الاستقلال، يواجه الأردن اليوم تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة. ويعاني الاقتصاد الأردني من تباطؤ النمو، وارتفاع معدلات البطالة، وزيادة الديون الخارجية. كما تشكل القضايا الاجتماعية مثل الفقر وتفاوت الفرص تحديات تؤثر على حياة المواطنين اليومية.
تشير الدراسات إلى أن الشباب الأردني يواجه صعوبات كبيرة في الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يزيد من الإحباط واليأس بينهم. ومع ذلك، فإن الإرادة الصلبة والعزيمة التي أظهرتها الأجيال السابقة في مواجهة الاستعمار لا تزال تلهم الأردنيين اليوم في مواجهة هذه التحديات وبالرغم من التحديات، يتطلع الأردنيون إلى مستقبل أكثر إشراقاً تعكف الحكومة على محاولة تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية بهدف تعزيز النمو وخلق فرص عمل جديدة كما تبذل جهود كبيرة لتحسين النظام التعليمي وتطوير البنية التحتية، وذلك لتحسين نوعية الحياة للمواطنين
من جهة أخرى، يظل الشباب الأردني محركاً رئيسياً للتغيير. يشارك العديد منهم في مبادرات ريادة الأعمال والمشاريع الابتكارية التي تهدف إلى تقديم حلول جديدة للتحديات القائمة. يعبر الشباب عن طموحاتهم في بناء وطن قوي ومزدهر، قادر على تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
يلعب المجتمع المدني في الأردن دوراً حيوياً في تعزيز قيم الاستقلال والمواطنة الفاعلة وتعمل الجمعيات والمنظمات غير الحكومية على نشر الوعي بأهمية المشاركة السياسية وتطوير المجتمع من خلال برامج تدريبية وتعليمية كما تساهم في تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفاً، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لهم.
يشكل الاستقلال للأردنيين أكثر من مجرد ذكرى تاريخية؛ إنه تجسيد للروح الوطنية والتضحية من أجل الحرية والسيادة. وبينما يواجه الأردن تحديات كبيرة، يظل الأمل والطموح في مستقبل أفضل قائماً. إن الإرث الوطني والالتزام الجماعي بالعمل من أجل التقدم يشكلان الأساس الذي يبني عليه الأردنيون طموحاتهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.