22 الاعلامي – بقلم يسرى ابو عنيز
في الوقت الذي يحتفل فيه المسلمون في كافة دول العالم ،وفي العالم الاسلامي بعيد الأضحى ،لا زالت عمليات الإبادة مستمرة في غزة منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي2023.
وفي الوقت الذي يرتدي فيه أطفال العالم ملابس العيد الجديدة ،ويزهون فرحاً ،ويشترون الألعاب والحلوى ،في هذا الوقت يلبس أطفال غزة الأكفان إن تبقى شيء من أجسادهم التي حرقتها آلة الحرب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي تقوم النساء بتجهيز معمول،وكعك العيد إحتفاءً بثاني الأعياد عند المسلمين ،في هذا الوقت تبحث المرأة في غزة عن كسرة خبز لإطعام من تبقى من عائلتها التي فعلت فيها الحرب ما فعلت من تجويع وتشريد،وقتل وغيره.
وفي الوقت الذي يرتدي الرجال في كافة بقاع العالم الاسلامي أجمل ملابسهم،وأجددها،ويتطيبون بأجمل العطور ،ويذهبون للمساجد،والمُصليات لإقامة صلاة عيد الأضحى،في هذا الوقت لا يجد الرجال في غزة حتى مساجد ليؤدوا صلاتهم،ولا يجدون سوى الردم الذي خلفه العدو للمساجد ،كما هو الحال بالنسبة لكل شيء في غزة، ليكون المكان الوحيد لإقامة صلاتهم على هذه الانقاض وبين الردم.
فأي عيد هذا الذي نستقبله اليوم ،وقد زاد عدد الشهداء عن عشرات الألاف من المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ،إضافة لعشرات الألاف من الجرحى ،وممن أحدثت الحرب لديهم عاهة مستديمة.
وأي عيد هذا وهناك عشرات الآلاف من المفقودين من الأطفال والنساء ،والشباب لا يعرف مصيرهم حتى الآن منذ بداية طوفان الأقصى والرقم قابل للزيادة في كل يوم،إضافة لعشرات الألاف ممن لم يتمكن أحد من إخراجهم من تحت الردم بسبب هدم البيوت على أصحابها من قبل جيش العدو الإسرائيلي،وعدم السماح للدفاع المدني،والهلال الأحمر القيام حتى بالواجب تجاه الجرحى.
أي عيد هذا وآلة الحرب لا زالت تقتل ،وتدمر،وتهدم،وتجوع أهل غزة،والأطفال لا زالوا يموتون من الجوع،ولا زال عدد الشهداء في ارتفاع مستمر..أي عيد وكل هذا موجود..وكل هذه الوحشية تُمارس بحق شعب أعزل في قطاع غزة..والعالم أجمع لا يُقدم شيئا في مؤتمراته،واجتماعات ممثليه الكثيرة سوى التنديد،والشجب،والاستنكار..
فعذراً فلا عيد وغزة العزة تُباد.