22 الاعلامي – بقلم الدكتور نهاد الجنيدي
عندما نتحدث عن الانتخابات، غالبًا ما يأتي إلى بالنا صور المرشحين الجادين الذين يناضلون بكل قوتهم لجذب أصوات الناخبين. ولكن هناك فئة أخرى من المرشحين، تلك التي لا تتمتع بنفس الشغف أو الجهد؛ فهم ما نعرفهم بـ ‘الحشوة’.
مصطلح ‘الحشوة’ يُستخدم بسخرية للدلالة على المرشحين الذين لا يمتلكون برنامج انتخابي واضحًا، ويتواجدون فقط لاستكمال أعداد القوائم الانتخابية بشكل قانوني، دون أن يكون لديهم هدف حقيقي في المنافسة الانتخابية. هؤلاء المرشحون يشبهون وسادة زغبية نضعها في الزاوية لزخرفة الغرفة، فهم هنا ليكملوا الصورة ولا غير.
سمات مرشح الحشوة تتمثل في التحليق العالي في الأفق الغامض، حيث يتحدثون بعبارات عامة دون تقديم تفاصيل محددة، كما يكون ظهورهم نادرًا في الحملة الانتخابية، مما يجعلهم شبيهين بأشباح يظهرون فجأة ثم يختفون بسرعة. كما يتميزون بلحظات من الإبداع المفاجئ، حيث يتحدثون عن مشاريع بعيدة عن الواقع.
رغم السخرية المحيطة بهؤلاء المرشحين، قد يكون لهم دور في تسليط الضوء على نقاط الضعف في النظام الانتخابي، وإظهار أهمية استعراض طرق اختيار المرشحين الحقيقية التي تؤدي إلى التغيير الفعلي.
في النهاية، يمكن القول إن وجود الحشوة الانتخابية قد يثير بعض النقاشات حول ضرورة إضفاء البعد الجاد على العملية الانتخابية، لكن ربما يكون دورهم مهمًا في إحداث توازن بين الجدية والمرح في العملية السياسية.”
بقلم :
الدكتور نهاد الجنيدي
معا نبني المستقبل.