22 الاعلامي
بقلم فادي زواد السمردلي
عدم قدرة الأحزاب على تشكيل قوائم حزبية لخوض الانتخابات النيابية المقبلة في الأردن يعكس واقعاً معقداً يتأثر بعدة عوامل أساسية، من بينها المصالح الشخصية وضعف الأساس الحزبي لأغلب الأحزاب وفي السياق السياسي الأردني، تعاني الأحزاب من غياب أسس قوية تضمن استقلاليتها وقدرتها على تمثيل متنوع للناخبين كماو تفتقر الأحزاب إلى الرؤى السياسية الموحدة والبرامج الاستراتيجية المتكاملة، مما يقوض قدرتها على جذب الدعم الشعبي وتنظيم نفسها للمنافسة الانتخابية.
من الجوانب الهامة التي تسهم في هذا الواقع هو تفرد القيادات داخل الأحزاب وتأثير المصالح الشخصية في عملية اختيار القوائم الانتخابية، حيث يتم التفكير أحياناً في مصلحة الفرد أكثر من مصلحة الحزب نفسه وهذا النهج يؤدي إلى تشتت الجهود وعدم تحقيق التكامل الضروري لبناء قوائم قادرة على تمثيل كافة الشرائح الاجتماعية والسياسية في المجتمع.
علاوة على ذلك، تعاني الأحزاب من ضعف البنية التنظيمية والمالية، مما يحد من قدرتها على العمل الفعّال والدائم خارج فترات الانتخابات وهذا التقصير يعوقها من بناء قواعد داخلية قوية واستراتيجيات طويلة الأمد تسهم في بناء ثقة الناخبين وتجنب التذبذبات السياسية المفاجئة.
بهذا الشكل، تظهر الصعوبات التي تواجه الأحزاب الأردنية في تشكيل قوائم انتخابية تؤهلها لخوض المنافسة بشكل فعّال، مما يعكس تحديات عميقة تتطلب تحسين البنية الداخلية الحزبية وتعزيز الشفافية والمساءلة داخلها لتحقيق نضوج سياسي يعزز الديمقراطية والاستقرار في الأردن.
