22 الاعلامي- بقلم فادي زواد السمردلي
يُعَدُّ العزوف عن المشاركة في الانتخابات تحدياً كبيراً يواجه الديمقراطية في الأردن ويشير هذا العزوف إلى عدم رضا شريحة كبيرة من المجتمع عن العملية السياسية، ويعكس حالة من الفتور أو عدم الثقة في قدرة النظام الانتخابي على إحداث تغيير حقيقي وأمام هذا الواقع، يقع على عاتق الأحزاب السياسية الأردنية دور حيوي ومهم في تحفيز الناخبين على المشاركة في الانتخابات من أجل تعزيز الديمقراطية وتحقيق تمثيل حقيقي لإرادة الشعب.
أحد الأسباب الرئيسية لعزوف الناخبين هو الشعور بأن أصواتهم لن تُحدث فرقاً لذلك، يجب على الأحزاب العمل على بناء الثقة في النظام الانتخابي من خلال الدعوة إلى شفافية أكبر في العملية الانتخابية وضمان نزاهتها ويمكن للأحزاب أن تساهم في مراقبة الانتخابات وتوثيق أي مخالفات لضمان نزاهة العملية وتعزيز الثقة بين الناخبين وهذا الالتزام بالشفافية والنزاهة يشكل أساساً قوياً يمكن أن يعيد الثقة المفقودة لدى الناخبين.
تعتبر حملات التوعية والتثقيف من الأدوات الأساسية في تحفيز الناخبين ويجب على الأحزاب السياسية تنظيم حملات توعية تشمل ورش عمل، ندوات، وحملات إعلامية لتوضيح أهمية المشاركة في الانتخابات وأثرها على المستقبل السياسي والاجتماعي للبلاد ويجب أن تشمل هذه الحملات جميع فئات المجتمع، مع التركيز على الفئات الشبابية التي تشكل نسبة كبيرة من الناخبين المحتملين. التوعية والتثقيف يمكن أن يساعدا في تغيير النظرة السلبية تجاه العملية الانتخابية وتعزيز الشعور بالمسؤولية المدنية.
لتحفيز الناخبين على المشاركة، يجب على الأحزاب تقديم برامج انتخابية واقعية تتناول القضايا الحقيقية التي تهم المواطنين وبرامج تركز على تحسين الأوضاع الاقتصادية وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، ومحاربة الفساد وعندما يرى الناخبون برامج ملموسة تلبي احتياجاتهم، فإنهم سيكونون أكثر حماساً للمشاركة في الانتخابات ومن الضروري أن تكون هذه البرامج واضحة ومفصلة، وتتناول الحلول المقترحة للمشكلات القائمة بشكل مباشر.
يجب على الأحزاب السياسية تحسين قنوات التواصل مع الناخبين، والاستماع إلى مشاكلهم وآرائهم. يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والاجتماعات العامة، والزيارات الميدانية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين وبتفاعل مباشر وشخصي مع الناخبين يمكن أن يزيد من شعورهم بأهمية المشاركة وتأثيرهم في العملية السياسية فالتواصل الفعّال يعزز العلاقة بين الأحزاب والناخبين، ويخلق نوعاً من الثقة والولاء المتبادل.
تعد مشاركة الشباب والمرأة في الانتخابات أمراً ضرورياً لتحقيق تمثيل شامل ومتوازن ويجب على الأحزاب السياسية تعزيز دور الشباب والمرأة في العملية الانتخابية من خلال ترشيحهم لمناصب قيادية وتقديم الدعم اللازم لهم كما يجب العمل على قضاياهم وتضمينها في البرامج الانتخابية لجذب هذه الفئات المهمة إلى صناديق الاقتراع إن إشراك الشباب والمرأة يضيف ديناميكية وحيوية للعملية الانتخابية، ويضمن تمثيلاً أوسع لمختلف فئات المجتمع.
يعتبر الفساد من أكبر العوائق أمام ثقة المواطنين ذلك، يجب على الأحزاب السياسية تبني سياسات واضحة وصارمة لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فعندما يشعر المواطنون بأن هناك جدية في معالجة هذه القضايا، فإنهم سيكونون أكثر ميلاً للمشاركة في العملية الانتخابية إن مكافحة الفساد تعزز الثقة في المؤسسات وتعطي الأمل في مستقبل أفضل وأكثر نزاهة.
في الختام، يجب أن تكون الأحزاب السياسية الأردنية في طليعة الجهود المبذولة لتحفيز الناخبين على المشاركة في الانتخابات من خلال تعزيز الثقة بالنظام الانتخابي وتقديم برامج واقعية، والتواصل الفعّال، وتعزيز دور الفئات المختلفة في المجتمع، ويمكن للأحزاب أن تلعب دوراً حاسماً في زيادة نسبة المشاركة وتحقيق ديمقراطية أكثر فعالية وشمولية في الأردن وتظل هذه الجهود مجتمعة خطوة أساسية نحو بناء مستقبل سياسي مستدام وعادل للجميع.