مقالات
أخر الأخبار

فادي السمردلي يكتب:هل تصبح رؤية التحديث السياسي واقعًا أم…..؟

22 الاعلامي – بقلم فادي زواد السمردلي

يهدف مشروع التحديث السياسي إلى تحقيق برلمان فعال يكون قادراً على تمثيل المواطنين بصدق وفعالية، وهو ما يتطلب تطويراً حقيقياً وشاملاً للجوانب السياسية كافة فهذا المشروع يمثل رؤية ملكية طموحة لبناء نظام سياسي ديمقراطي يتماشى مع تطلعات المواطنين ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة ولكن، هناك تحديات كبيرة تعترض هذا التحديث، أبرزها خلق الثقة بين الناس في العملية السياسية والانتخابية، وهو ما يجعل دور الأحزاب السياسية محورياً في هذا السياق.

يتطلب تعزيز الثقة في نزاهة العملية الانتخابية وضمان أداء جيد للأحزاب وجود نوعية عالية من لمرشحين كما تبقى مكافحة الفساد الانتخابي من القضايا الهامة والضرورية التي يجب التصدي لها بفعالية لضمان سلامة العملية الانتخابية فالفساد الانتخابي أحد أكبر المعوقات التي تقف في وجه تحقيق نزاهة وشفافية الانتخابات، وبالتالي فإن محاربته تعد خطوة أساسية لتعزيز الثقة لدى المواطنين.

إن دور الأحزاب في تعزيز الثقة لا يقتصر فقط على تقديم مرشحين أكفاء، بل يمتد إلى نشر الوعي السياسي بين الناس وتعزيز مشاركتهم في العملية السياسية ويجب ان تقوم الأحزاب بدورها في تثقيف الناخبين حول حقوقهم وواجباتهم، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في الانتخابات والتفاعل مع البرامج السياسية المختلفة.

من المهم جدا الحفاظ على جوهر مشروع التحديث السياسي والابتعاد عن الممارسات السلبية التي قد تعيق تحقيق الأهداف المرجوة كما يجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية لمكافحة ومحاربة المال الاسود لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية وهذا يتطلب وضع آليات رقابية صارمة لمحاسبة الفاسدين والعابثين بهذه العملية ويجب ضمان عدم التهاون والضرب بيد من حديد مع أي مخالفات قد تحدث خلال العملية الانتخابية.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على مؤسسات المجتمع المدني أن تلعب دوراً أكبر في مراقبة الانتخابات وتوعية المواطنين بأهمية المشاركة السياسية ويجب أن تكون هذه المؤسسات قادرة على تقديم الدعم والمشورة اللازمة للناخبين وتعزيز دورهم في العملية الديمقراطية.

يتطلب بناء نظام سياسي ديمقراطي قوي وجود مؤسسات سياسية فعالة وقادرة على تلبية تطلعات المواطنين ويجب أن تكون هذه المؤسسات مرنة وقادرة على التكيف مع التحديات والمتغيرات السياسية، مما يعزز من قدرتها على تقديم حلول فعالة للمشكلات القائمة وتحقيق التنمية المستدامة.

في الختام، يظل تحقيق أهداف مشروع التحديث السياسي مرهوناً بقدرة الجميع على التعاون والعمل المشترك لتعزيز الثقة بين المواطنين والنظام السياسي ويجب أن يكون هناك التزام حقيقي من جميع الأطراف بتحقيق نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، والابتعاد عن الممارسات السلبية، والعمل نحو بناء نظام سياسي ديمقراطي يلبي تطلعات المواطنين ويحقق التنمية المستدامة فهل تصبح عملية التحديث السياسي واقعا ام تبقى حبر على ورق..؟
الايام القادمة تجيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى