مقالات
أخر الأخبار

أبو حليمة تكتب : في زمن المتغيرات المتسارعة.. بر الوالدين الذي يراه الجيل  الشاب (المراهقين)

22 الاعلامي – بقلم أخصائية أصول التربية هبة أبو حليمة

يجادل المراهقون والمراهقات والديهم بلا توقف، وقد أخفقت هذه الظاهرة حتى تحول بر الوالدين إلى صراع بين الأبناء والأولياء.

فاحترام الوالدين وحسن التعامل معهما قيم إنسانية أخلاقية بالدرجة الأولى، ولها أهمية خاصة لدى المجتمعات العربية والإسلامية، حيث تعد هذه القيم من اللبنات الأساسية في التربية والتعليم.

المراهق لا يشعر بالذنب تجاه تصرفاته مع والديه

المراهق له رأي مغاير، فهو ليس مهتما بإظهار الإحسان أو العطف لأهله، كما أنه ليس مقربا إليهما، والخلافات بينهم كثيرة لدرجة فقدان التواصل والمحبة، فالعلاقة فاترة وهو غير متشجع لتغيير هذا الأمر، لأنه مقتنع بأنه بنظرهما سيئ السلوك ويحتد ويصفق الأبواب ويتمرد على كل شيء، ولا يعجبه ما يفرضانه عليه، وحتى إنه ينتقد الطعام الذي تعده والدته، ولا يرغب بالإصغاء إليهما والانتباه لكلامهما الممل، وفق وصفه

انشقاق عاطفي بين الآباء والأبناءبفترة المراهقة

تشير أبو حليمة إلى أنه ولد في زمن المتغيرات المتسارعة الحديثة بالمجتمع انشقاق عاطفي بين الأبناء وآبائهم، فلم يعد للآباء (الأم والأب) وقت للجلوس مع أبنائهم وزرع قيمة البر في نفوسهم، وعندما يكبر الأبناء تبدأ علامات العقوق بالظهور، منبهة إلى أن عقوق النظرات هي في البدايات، ثم يأتي ثم يأتي عقوق الألفاظ، ويُختتم بعقوق الأفعال والتصرفات .

وترى أبو حليمة  أن ثورة التقنيات والتواصل غيّرت الأخلاق والسلوك، وأدت إلى انهيار العلاقات الاجتماعية نتيجة للاستخدام السيئ لها من قبل شريحة كبيرة من المجتمع، وخاصة فئة الشباب من الجنسين، فيصبح الشخص منغلقا على نفسه ولا يجد الوقت الكافي لمعرفة أحوال والديه، فيكتفي بالسؤال عنهما عن طريق الجوال .

علموا أولادكم البرفي فترة المراهقة

تستشهد  أبو حليمة بقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا”، وتستمر أخصائية أصول التربية بالقول كيف تكون الوقاية من النار إلا بتعلم الدين، واختيار الزوجة الصالحة من أجل تربية صحيحة للأولاد، فالأهل هم قدوة لأولادهم

وتضيف أبو حليمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتعليم الأولاد أمور الدين والعبادات، لكن هنالك أمور أخرى يجب تعليمها للأبناء، فالنبي الكريم قال “ليس منَّا مَنْ لم يُجِلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا”، أي أنه يجب أن نحترم الكبير ونعطف على الصغير، إضافة لكيفية التعامل مع الولد في الصغر كي لا يكون عاقا في الكبر لأهله

وتنوه أبو حليمة إلى أن عدم تنشئة الأولاد التنشئة الصالحة، وعدم الحرص على غرس تعاليم الدين والأخلاق الإسلامية في صغرهم، وعدم إبعادهم عن الأمور التي تعيق تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، كلها تؤدي إلى عقوق الأبناء للآباء

كما يجدر بالوالدين أيضا الحرص على المودة والرحمة والحنان والاحترام فيما بينهما، وهو ما ينعكس على تربية الأولاد؛ فتكون المودة قائمة وظاهرة، مع الحرص على الحزم واحترام خصوصية كل فرد وتعليمه أمور الدين والحرص على أن تكون العلاقة بين الوالدين والأولاد قائمة على الصداقة، وبذلك ينعم المجتمع بالراحة والطمأنينة

وتكمل أبو حليمة شرحها فتقول إن من مظاهر عقوق الوالدين عدم طاعتهما في غير معصية الله، مع القدرة على ذلك، أو التثاقل من طاعتهما بالتضجر أو التأفف، وسبهما، وإساءة القول معهما، والعبوس في وجههما، وعدم الاحترام في معاملتهما ومخاطبتهما، والغياب عنهما دون عذر، والسفر دون إذنهما، وعدم الإنفاق عليهما، وعدم الاستغفار والدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما

ومن كان بارّا بوالديه كان هانئًا رضيّا تقيّا متواضعا، فبر الوالدين شيمة من شيم أهل الفضل الكرام، وباب يقود إلى الجنان. وتنهي الداعية حديثها للجزيرة بالدعاء “اللهم اجعلنا من الذين يبرون والديهم.

وفي الختام فإن من الواضح أن للوالدين أكثر ما للإنسان في نفسه، فهم العضد الذي يشدد الإنسان وهم الخير المهدي من الرحمن، وهم خير أناس وعون لنا، فما وقع شخص إلى ويد والديه تسنده، وما أحتاج إلا وجدهم يعينوه، فالوالدين دعم وسند، لا يجب أن يخسرهم الإنسان، كما أنهم دين ودنيا لا يجب الاستهانة بحقوقهم، بر والديكم واعينوهم، واعتنوا بهم، فما راقت الحياة لعاق، ولا برأت لمستهين

أخصائية أصول التربية هبة أبو حليمة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى