22 الاعلامي – بقلم محمد حمادات
ضمن سلسلة الاحتفالات باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، استقبل أهالي عجلون جلالة الملك على إثر زيارته للمدينة والتي هي ضمن جولة من جولات يجوب بها الملك المحافظات الأردنية جميعها، في خطوة تحمل دلالات سياسية مهمة تعكس مدى حرص القيادة الهاشمية على تعزيز التواصل المباشر مع أبناء الوطن، فهذه الزيارة بأهميتها وتوقيتها ومضمونها تتجاوز بكثير الطابع الكرنڤالي، بل تُبرز بوضوح اهتمام الملك بالتنمية في كافة مناطق المملكة، وحرصه على متابعة المشاريع التنموية، لا سيما في المجالات التي تمس الحياة اليومية للمواطنين.
الاستقبال الحافل الذي لقيه جلالة الملك من أهالي عجلون كان تجسيداً للعلاقة الراسخة بين الملك وشعبه، وهي علاقة مبنية على الثقة المتبادلة، فالعجلوني يبدو أكثر إرتياحًا وثقة في حضرة الملك وهو ما يجب أن ينتقل إلى الحكومة،
لقد عبّر أهل عجلون بحفاوة استقبالهم عن آمالهم الكبيرة التي يعقدونها على القيادة الهاشمية في تحقيق مزيد من التطور لمحافظتهم، فمستقبل السياحة في عجلون يغدو واعدًا، فهي تُعتبر واحدة من أجمل الوجهات السياحية في الأردن، لما تتمتع به من تنوع بيئي وطبيعة خلابة.
وفي إطار الحديث عن التنمية الشاملة، أكد جلالة الملك خلال زيارته على ضرورة تعزيز القطاع السياحي في عجلون، مشيراً إلى أن مشروع التلفريك ساهم بزيادة عدد زوار المحافظة وهذا ما يُعد خطوة أولى على الطريق الصحيح، مع تأكيد الملك على أن الكثير ما زال ينتظرنا .
كما برزت خلال الزيارة وحديث الملك أمام المجتمع المحلي في عجلون رؤية جلالة الملك الاستراتيجية في الدعوة إلى تطوير البنية التحتية، ودعم السياحة والبيئة والزراعة، وتعزيز قدرة المحافظة على استقطاب المزيد من الزوار، وفي هذا السياق، وجه جلالته الحكومة للبدء في إنشاء طريق سياحي جديد يسهم في تحسين الوصول إلى المواقع السياحية، وهو قرار يحمل في طياته رؤية بعيدة المدى لخلق فرص اقتصادية جديدة لأبناء المنطقة ودفع عجلة التنمية المحلية.
إلى جانب اهتمامه بالجانب الاقتصادي، افتتح جلالة الملك المركز الثقافي الجديد في عجلون، في إشارة واضحة إلى أن التنمية ليست فقط اقتصادية، بل تشمل الفكر والثقافة، يُعبر هذا الافتتاح عن إيمان جلالة الملك بدور الثقافة في تعزيز الوعي المجتمعي وبناء العقول المبدعة، فالثقافة في رؤية الملك ليست ترفاً، بل جزءاً لا يتجزأ من عملية بناء المجتمعات الواعية والمستقبلية، وهذا المركز سيصبح منصة للمبدعين والمثقفين ليعبروا عن أفكارهم ويطوروا مهاراتهم.
رافق جلالة الملك في هذه الزيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي يعكس حضوره المتواصل في مثل هذه الزيارات اهتمامه بالالتقاء مع أبناء المحافظات ولا سيما الشباب.
تشير هذه الزيارة إلى أن الملك لا ينظر إلى التنمية من منظور قطاعي ضيق، بل يتبنى رؤية شمولية تربط الاقتصاد بالثقافة، والبنية التحتية بالتنمية البشرية، في خطوة تؤكد قدرته على قراءة تفاصيل الاحتياجات المحلية وتوجيهها نحو تحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
وفي الختام، نسأل الله عز وجل أن يحفظ جلالة الملك ، وأن يطيل في عمره، ليبقى قائداً حكيمًا يواصل مسيرة البناء والنهضة في وطننا العزيز، نسأل الله أن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار ، وأن يوفق جلالة الملك في تحقيق طموحات الشعب الأردني نحو مستقبل مزدهر، حفظ الله جلالة الملك ذخراً للأردن وللأمة، وسدد خطاه على طريق الخير والعطاء.
محمد حمادات