مقالات
أخر الأخبار

المجالي تكتب : نداء إلى معلمي التربية الإسلامية

22 الاعلامي – بقلم : ديما المجالي

إلى معلمي ومعلمات التربية الإسلامية،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أود أن أتوجه إليكم بهذه الرسالة الحاملة لنداء ملح في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي يواجهها مجتمعنا، وخاصة الجرائم والمظاهر السلبية التي تنتشر بين الشباب.
من الملاحظات المتكررة هي الشكاوى حول طبيعة مناهج التربية الإسلامية، إذ يعبر البعض عن قلة الآيات والأحاديث فيها، والتركيز على الكم بدلاً من الجوهر والمعنى. إلا أن القضية الأهم هي: ما الفائدة من كثرة الآيات والأحاديث إذا كان المعلم يفتقر إلى الأسلوب التربوي الفعّال، ويتعامل مع طلابه بجفاء؟

التربية الإسلامية ليست مجرد مادة دراسية تعتمد على الحفظ والتلقين، بل هي رسالة أخلاقية وتربوية تسعى إلى غرس القيم النبيلة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ. ولذا، فإن مسؤوليتكم كمعلمين تتجاوز نقل المعرفة، إلى أن تكونوا قدوات في السلوك والتعامل، وأن تخلقوا بيئة تعليمية محفزة تنمّي حب الدين في نفوس الطلاب.

من هنا، أود أن أدعوكم جميعًا إلى التركيز على الفهم قبل الحفظ، وعلى التربية قبل التعليم، فالطالب الذي يحفظ دون أن يفهم أو أن يطبق القيم الدينية في حياته لا يستفيد بشكل فعّال. كما أن المعاملة الجافة والصرامة المفرطة قد تخلق فجوة بين الطلاب وبين دينهم، مما قد يؤدي إلى نفورهم من التعاليم السامية التي نريد غرسها فيهم.

أملنا فيكم كبير أن تسعوا جاهدين لتكونوا مربين وموجهين حقيقيين، تنقلون العلم وتزرعون الأمل والتفاؤل في نفوس أبنائنا.
ولا تنسوا أن رسالتكم عظيمة، وأنكم لستم مجرد ناقلين للمعلومات، بل أنتم قادة تربويون، مسؤولون عن تشكيل أجيال قادرة على مواجهة الحياة بقيم إسلامية وأخلاقية راسخة.

أسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم لما فيه الخير لأبنائنا وديننا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى