22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي
بقلم: د. آلاء سلهب التميمي
في لحظة ملهمة يؤكد فيها الأردن التزامه تجاه قضايا العالم المصيرية، ألقى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، كلمة مؤثرة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP29 في أذربيجان.
وبشجاعة ووضوح، تحدث سموه عن أزمة المناخ التي لم تعد مجرد تحدٍّ بيئي، بل أصبحت اختبارًا لإنسانيتنا وقدرتنا على الاتحاد والتضامن.
ولفت سمو الأمير الحسين الأنظار إلى غياب الثقة بين الدول، مؤكداً أن المجتمع الدولي، الذي كان يُفترض أن يكون حصنًا للعدالة والإنسانية، أصبح في كثير من الأحيان عاجزًا عن مواجهة الانتهاكات الإنسانية المتكررة.
لقد جاءت كلماته لتوقظ فينا مشاعر المسؤولية، ولتحثّ العالم على النظر إلى كل حياة باعتبارها ثمينة وتستحق الإنقاذ، فلا يمكن للعالم المضي قدمًا إن كان البعض يُحرم من حقه في مستقبل آمن.
وبحنكة سياسية، ربط سموه بين أزمة المناخ والسلام، مستشهدًا بمعاناة أهل غزة كدليل حي على العلاقة المعقدة بين التغير المناخي والأزمات الإنسانية.
فالنساء والأطفال الذين أنهكتهم الحروب يقفون اليوم في مواجهة تحديات بيئية قاسية، ولا يمكن تجاهلهم أو اعتبارهم مجرد ضحايا صامتين في مسيرة المناخ.
وتحدث الأمير الحسين أيضًا عن الأردن، هذا البلد الذي يواجه صعوبات بيئية حادة كندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة، ورغم ذلك، فإنه يسير بثبات نحو المستقبل بتطوير الطاقة النظيفة والزراعة الذكية. ومع ذلك، بيّن سموه أن هذه الجهود الوطنية بحاجة إلى دعم دولي لتستمر وتحقق أهدافها.
وقدّم سموه تحية خاصة لمبادرة “مترابطة المناخ – اللاجئين” التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي تُعد منارة أمل تضيء الطريق لحياة أفضل للاجئين، مشيراً بفخر إلى تأييد 58 دولة لهذه المبادرة.
فالأردن، الذي يحمل على عاتقه عبء استضافة اللاجئين، يعيش تحديات كبيرة في موارده، لا سيما المياه والصحة والتعليم، مما يضع هذا البلد الصغير في قلب الجهود العالمية لمواجهة الأزمة المناخية.
واختتم سمو ولي العهد برسالة تحمل جوهر الإنسانية والالتزام، قائلاً إنه يتعين علينا إعادة بناء الثقة في المجتمع الدولي، وأن نستخلص العبر من الإخفاقات السابقة.
واقتبس سموه كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني: “في صراع الحياة على هذه الأرض، ليس هناك متفرجون”، مشدداً على أن النضال من أجل المناخ، ومن أجل السلام، ومن أجل تخفيف المعاناة الإنسانية يجب أن يكون واجبًا مشتركًا.
كلماته لم تكن مجرد دعوة للحوار، بل كانت دعوة حقيقية للعمل، تفيض بالأمل في بناء عالم يكون فيه كل إنسان قادرًا على العيش بكرامة وأمان.