22 الاعلامي- بقلم: جهاد مساعده
ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني خطاب العرش السامي الذي شكل خريطة طريق واضحة لمستقبل الأردن، مرتكزاً على محاور أساسية تتصل بالتحديث السياسي والاقتصادي والإداري، إضافة إلى التأكيد على الثوابت الوطنية ودور الأردن الريادي في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
(01)
مرحلة البناء لمشروع التحديث السياسي
استهل جلالة الملك خطابه بالإشارة إلى أن المجلس يشكل بداية لمرحلة جديدة من البناء والتحديث، وهو تأكيد على أهمية الدور الذي سيلعبه البرلمان في تطبيق مشروع التحديث السياسي. وقد شدد الملك على ضرورة أن يكون العمل البرلماني قائماً على البرامج والأفكار، وأن يكون التنافس داخل البرلمان قائماً على النزاهة والمصلحة الوطنية، ما يضع البرلمان أمام مسؤولية تاريخية لإرساء قواعد ممارسات ديمقراطية ناضجة.
وتمثل مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية نقطة جوهرية في رؤية جلالة الملك، حيث أكد أهمية تعزيز دور الأحزاب البرامجية التي تُعد ركيزة أساسية لخلق بيئة سياسية تشجع العمل الجماعي وتمكين الفئات المهمشة.
(02)
التحديث الاقتصادي والإداري
في محور التحديث الاقتصادي، رسم جلالة الملك معالم الطريق نحو مستقبل اقتصادي مشرق يقوم على إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو خلال العقد القادم. وقد أشار إلى أن الأردن يتمتع برأس مال بشري متميز وعلاقات دولية قادرة على تعزيز دوره الاقتصادي إقليمياً وعالمياً.
من جهة أخرى، دعا الملك إلى تحديث القطاع العام بشكل يضمن تقديم خدمات نوعية وعادلة لجميع المواطنين. وتُبرز هذه الدعوة الحاجة إلى إصلاح إداري شامل يسهم في تعزيز كفاءة المؤسسات العامة ويدعم رؤية الدولة في تحقيق التنمية المستدامة.
(03)
الثوابت الوطنية هوية راسخة ودور قيادي
أكد جلالة الملك على الهوية الوطنية الراسخة للأردن، التي تجمع بين إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني. وشدد على أن مستقبل الأردن لن يكون رهيناً لسياسات لا تلبي مصالحه أو تتعارض مع مبادئه. وفي هذا السياق، أعاد التأكيد على التزام الأردن بالدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها أولوية وطنية وقومية.
وأشار الملك إلى الجهود الأردنية الجبارة في دعم الأشقاء الفلسطينيين، سواء من خلال تقديم المساعدات أو التحركات الدبلوماسية لوقف العدوان على غزة. ويجسد ذلك الموقف دور الأردن الريادي في حماية حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، استناداً إلى الوصاية الهاشمية التي تُمارَس بشرف وأمانة.
(04)
الإنسان الأردني محور التنمية
وأكد جلالة الملك في خطابه أن أغلى ما يملكه الأردن هو الإنسان، مشيراً إلى أن بناء المستقبل يتطلب الاستثمار في طاقات الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل. ويأتي هذا التوجه في سياق رؤية شاملة تستهدف توفير الحياة الكريمة، وتعزيز قيم العمل والإنجاز.
(05)
التكامل بين السلطات والمجتمع المدني
شكل خطاب العرش السامي دعوة واضحة للسلطات التشريعية والتنفيذية للعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق تطلعات الأردنيين. وقد شدد الملك على ضرورة الالتزام بالرقابة الفعالة لضمان تنفيذ مسارات التحديث، ما يؤكد أهمية التكامل بين السلطات والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف الوطنية.
خطاب العرش السامي لجلالة الملك عبد الله الثاني لم يكن مجرد توجيهات بل رؤية شاملة لمسيرة بناء مستقبل الأردن. وقد تميز بالتركيز على الأولويات الوطنية، من تحديث سياسي واقتصادي وإداري، إلى الالتزام بالقضايا العربية والإنسانية. إن تطبيق هذه الرؤية يتطلب وعياً عالياً، وعزيمة مشتركة من جميع الأطراف، لتحقيق مستقبل أفضل للأردن وأجياله القادمة.