مقالات
أخر الأخبار

سلهب تكتب : في يوم الطفل العالمي أي مستقبل نريد لهم؟

22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي

في يوم الطفل العالمي، يُفترض أن نتأمل جمال الطفولة، أن نحتفي ببراءة الصغار وأحلامهم، ونرسم لهم عالماً يشبه أحلامهم البيضاء.

لكن، وللأسف في واقعنا الحالي، أصبح هذا اليوم يثقل ويدمي القلوب ، لأنّ أطفالنا في غزة، ولبنان، والسودان، وأماكن كثيرة أخرى، لا يعرفون معنى الطفولة.

في غزة، يُحاصر الأطفال بين الأنقاض وأصوات القنابل ويقتلون ويجوعون ويهجرون.

يُسلبون من حقهم في اللعب، وفي الأمان والتعليم، وفي الحياة نفسها.

كيف يمكن لطفل أن يرسم أحلامه وسط الغبار والدخان والقنابل والموت؟

كيف يمكن لعينيه أن تتسع لرؤية المستقبل بينما هما لا تريان إلا الدمار؟

أي طفولةٍ تلك التي تسحقها الحروب؟

اليوم، وفي يوم الطفل العالمي، نرفع أصواتنا لنوجه رسالة إلى كل المنظمات الدولية والإنسانية، أطفال العالم، وخاصة في مناطق النزاعات، بحاجة إلى تدخل حقيقي وفعّال.

هؤلاء الأطفال لهم الحق في التعليم، في الأمان، في الغذاء، وفي حياة كريمة تليق بإنسانيتهم.

يجب توفير لهم الحماية والرعاية والغذاء والتعليم لهم في جميع الظروف، ولإنقاذ طفولتهم من الضياع.

الأطفال هم أحباب الله وهم أمانة في أعناقنا، وهبهم الله لنا نعمةً وزينةً للحياة الدنيا، كما قال الله تعالى: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” (الكهف: 46).

وقد أوصانا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالرفق والرحمة بالأطفال، قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا” حديثٌ صحيحٌ، رواه أَبُو داود، والترمذي.

فما بالنا اليوم نرى الطفولة تُقتل في ساحات الحروب، ويُحرم الأطفال من الأمان الذي هو حقهم الفطري؟

أطفالنا هم أمانة في أعناقنا، وحقوقهم ليست مجرد شعارات تُرفع في المناسبات، بل هي واجب ديني وأخلاقي وإنساني.

الإسلام يدعو لحفظ النفس وحق الحياة لكل إنسان، فكيف إذا كانت تلك النفس لطفل بريء لا ذنب له؟

ورغم كل شيء، رسالتي لأطفالنا في غزة، ولبنان، والسودان، ولكل طفلٍ يعاني في أي مكان أقول لهم أنتم الأمل، أنتم الغد الذي نناضل من أجله.

مهما حاول الظلم أن يسلبكم طفولتكم، ستظلون رمز الصمود، وستكبرون لتكونوا الشهود على جرائم هذا العصر، وأبطال إعادة بناء العالم مستقبلاً.

إنّ يوم الطفل العالمي ليس فقط مناسبة للتذكير بأهمية الطفولة، بل هو صرخة ونداء يجب أن تُسمع.

صرخةٌ تقول كفى حروباً، كفى دماراً، كفى استهانةً ببراءة الطفولة.

وفي هذا اليوم نأمل أن يكون بداية لعمل حقيقي لحماية الأطفال، لأنّ الطفل الذي نحميه اليوم هو الذي سيعيد بناء هذا العالم غداً وهم المستقبل.

أدعو الله أن يحفظ أطفالنا وأطفال العالم أجمع، وأن يكتب لهم مستقبلاً خالياً من الحروب والكراهية، مليئاً بالسلام والرحمة، لأنّهم زينة الحياة وأملها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى