22 الاعلامي – بقلم د. محمد يوسف حسن بزبز
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي.
اللغة العربية هي لغة من أهم اللغات في هذا العالم، إنَّ لم تكن أهمها على الاطلاق، إنَّها لغة القرآن الكريم ولغة الإسلام الرسمية، تُعدُّ اللغة العربية مستودعًا شعوريًا هائلًا، يحمل خصائص الأمة وتصوراتها وعقيدتها وتاريخها.
اليوم العالمي للغة العربية هو اليوم الذي يحتفل فيه العالم باللغة العربية كواحدة من أعظم اللغات في العالم إنَّ لم تكن أعظمها، ويصادف اليوم العالمي للغة العربية يوم الثامن عشر من كانون الأول من كلِّ عام. إذ تتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصحى والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب.
تمتاز اللغة العربية بخصائص ومزايا نادرًا ما تجتمع في غيرها من اللغات، فلغة الضاد هي لغة الصوت والصورة، والمفردات والتراكيب، والحكم والأمثال، ويكفيها شرفًا أنها اللغة التي اختارها الرحمن لتكون لغة القرآن الكريم والرسول المبشّر للعالمين؛ فوجب على الآباء والأمهات تأسيس أطفالهم على اللغة العربية الفصحى منذ الصغر، وزرع الحب لتلك اللغة في نفوسهم، ويسهل ذلك إذا وجد الأطفال في والديهم خير قدوة لذلك. اغرسوا في أطفالكم حب اللغة العربية ، وقراءة القصص العربية التي تتناسب مع أعمارهم، وعرض موضوعات التعبير بطريقة سهلة وبسيطة وشيقة للصغار.
إنَّ اللغة العربية الفصيحة هي اللغة الأقرب إلى القلب، هي اللغة التي بإمكانك من خلالها أن تلمس شغاف القلوب وأن تعبر عن كلِّ ما يدور في داخلك من مشاعر وأحاسيس، إنَّها لغة الحب فطالما أنصفتِ العشاق عبر تاريخ الأدب العربي الطويل، وهي لغة الحرب فطالما أنصفت المحاربين والقادة، وهي لغة الفخر ولنا في المتنبي خير مثال، ولغة الهجاء والرثاء والمديح، إنَّها اللغة المتكاملة بكلِّ ما فيها، إضافة إلى أنَّها اليوم من أكثر لغات العالم تحدثًا وانتشارًا، ولا شكَ في أن هذا الانتشار جاء من أهمية هذه اللغة، وكثرة المتحدثين بها، وكثرة المهتمين بتعلُّمها وتعلُّم النطق بها، فما أعظمها من لغة وما أسعدنا بكوننا عربًا بلسان عربي فصيح.
ختامًا، علينا أن نعتز جميعًا بلغتنا ونكون في خدمتها، وتيسير أمر تعلمها، وتوعية المجتمع بأهميتها، فلغتنا أمّ اللغات وأجملها ! معًا نحتفي بها، فكل عامٍ ولغتي هويتي بألف خير.