22 الاعلامي – بقلم ديما المجالي
بقلمي ديما المجالي
الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني، لم يتعامل يومًا مع القضية الفلسطينية كملف سياسي عابر أو ملف للمزايدات الإقليمية…. القضية الفلسطينية هي بالنسبة لنا قضية وطنية وقومية وإنسانية، جلالة الملك والملكة رانيا العبدالله وولي العهد الأمير الحسين لم يكتفوا بالدعم الخطابي أو الرمزي، بل توجهوا بأنفسهم إلى قطاعات غزة، حريصين على إيصال المساعدات والإغاثة سواء براً أو جواً، ليؤكدوا أن الأردن يقف دائمًا في الصف الأول.
ليس هذا فقط، بل إن الجهود الأردنية العسكرية والطبية، التي عملت ليل نهار في الميدان، وأصوات الشعب الأردني التي صدحت في المسيرات والمهرجانات الداعمة لفلسطين، تُظهر بشكل واضح أن الشعب الأردني يعيش الهم الفلسطيني بكل تفاصيله. رغم كل المخاطر، لم يتردد الأردنيون في جمع التبرعات، وتقديم العون والمساعدة، في مشهد يُظهر أن الدعم للأشقاء في غزة وفلسطين ليس مرتبطًا باعتراف أو شكر.
من حقنا كأردنيين أن نتساءل: لماذا هذا التجاهل؟ ومع ذلك، فإننا لا نحتاج إلى عبارات شكر من اي أحد ، نحن ندرك أن موقفنا الوطني والإنساني تجاه فلسطين ليس مرهونًا بأي اعتراف خارجي، بل ينبع من تاريخ مشترك، ومن مبادئنا الأصيلة التي ترسخها قيادتنا الهاشمية.
نشامى الأجهزة الأمنية، الأطقم الطبية، القوات المسلحة، وكل من ساهم في دعم القضية الفلسطينية يستحقون منا الشكر والتقدير، هؤلاء الرجال والنساء عملوا بإخلاص وتفانٍ، ليكون الأردن، كالعادة، النموذج الذي يُحتذى به في المواقف القومية.
لا نكتب اليوم للبحث عن شكر، بل لنؤكد أن الأردن، برؤيته وقيمه، سيبقى الحاضن الأول للقضية الفلسطينية، مهما كانت الظروف، القيادة الأردنية والشعب الأردني لا ينتظرون الإطراء من أحد، لأنهم يدركون أن التاريخ سيكتب مواقفهم بحروف من ذهب، وستظل فلسطين في قلوبهم قضية لا تقبل المساومة.
الأردن كبير بتاريخه وعطائه، ولن تهزه كلمات ناكرة للجميل.