مقالات
أخر الأخبار

عثامنة تكتب : الأردن ليس أرضاً احتياطية

22 الاعلامي – كتبت : منى توفيق عثامنة
يحاول الغرب قاصدين تجاهل الفكر العربي والحضارة العربيّة الإسلامية،بينما في واقع الحال هم في بحث دائم دؤوب وسعي متواصل لاكتشاف الثقافة العربية ، والتعرّف على جميع نواحيها ،وتكويناتها التاريخيّة .
وفي هذا الأمر غايات سياسيّة لا تغيب إلا عن جاهل أو متجاهل للنوايا الغربية ، فقد أثر الإعلام الغربي على نشر صورة الإنسان العربي أنه أشبه بغجريّ دائم التنقل والرحيل والهجرة ، وأن هذه البلاد ما هي إلا صحراء قاحلة يسكنها بدو يرحلون طلباً للماء والكلأ والعشب لإطعام حيواناتهم .
بينما البدوي الذي عاش البداوة في صحراء هو فارس. وصيّاد يحاكي الطبيعة ويتعايش معها. يمتطي الإبل. وإذا تنقّل من بقعة إلى أُخرى ، كان ذلك في فترات سابقة تحكمه بها الطبيعة الصحراوية .
وما هذه الفكرة إلا حيلةٌ سياسيّة نجحت لفترة طويلة بإقناع العالم ان العرب بدائيّون متأخرون .
ولسنا هنا بصدد البحث. بطبيعة تكيّف الإنسان مع بيئته بقدر ما يهمنا تسليط الضوء على مداخل الغرب التي جعلتهم يستضعفون العرب ويقلِّلون من شأنهم .
وفي هذا الصدد تحاول الدولة التي تتسلّط على العالم بنفوذها بل هي تقرِّر ترحيل الشعب العربي الفلسطيني . من بلاده وتجريده من هويّته .
وتفرض على مصر والأردن قراراً بضغوط خشنة ربما تصل حدَّ إخراج الشعب الشقيق بالإكراه والقوة وترحيله من أرضه .
الحكاية اليوم بالنسبة للأردن وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، هي ليست رد فعل برفض أو قبول أو استقبال وعدم استقبال ، بل هو دفاع عن مصير وحق شرعي لشعب يتصدى للاحتلال ويبذل قصارى تضحياته في سبيل تحرير الأرض والإنسان ، وهو صراع تاريخي عقائديّ وجوديّ ، وليست مسألة عيش وسكن ، تتحكم بها تقلبات الفصول .
لقد وقف الأردن وما زال حارساً للمقدسات الإسلاميّة وذلك صوناً للرسالة المحمدية الخالدة ، وفتح ذراعيه للشعب الفلسطيني ولم يغلق يوماً نافذةً من نوافذ المحبة والألفة والتضامن ، ولم يغلَق لنا بابٌ في وجه دخيل أو لاجئ أو منكوب لجأ إلينا .
لكن حل القضية الفلسطينية بالتهجير ما هو إلا مشنقةٌ للعدالة الإنسانية والقوميّة يتصدى لها مليكنا بما أُوتي من خبرة سياسية وما يملك من ثوابت لا تزحزحها ضغوط خارجية .
لقد دأب الغرب بوسائله الحديثة على زرع بعض الأفكار العنصرية والتفريق بين الأشقاء ، كما يحاول مغرضون التشكيك بتاريخ الأردن وعراقته ونشأته وتراثه ، حتى بات التناقض برأي الفرد الواحد ملحوظاً ، وبدأت الثقافة الاجتماعية تعتمد على الأخبار العاجلة العجولة والحوارات الغوغائية ،والمواقع المجهولة في تجهيل وتسفيه المجتمع وتشتيت أفكاره ،وذلك بمقارنة أنماط العيش والمقارنات والتفضيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى