
22 الاعلامي – بقلم : د. علي الجبور
يواجه الأردن تحديات إقليمية ودولية متزايدة تهدد أمنه الوطني وتسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، مما يتطلب استراتيجيات محكمة للحفاظ على الاستقرار والسيادة. وبفضل موقعه الجغرافي ودوره التاريخي، يعتمد الأردن على مجموعة من الركائز الأساسية لتعزيز صموده أمام هذه التحديات، كما أشار دولة فيصل الفايز في حديثه لقناة المملكة.
يشغل الأردن موقعًا حيويًا في قلب الشرق الأوسط، مما يجعله لاعبًا أساسيًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي. ويسهم هذا الموقع في تمكينه من التصدي للتهديدات التي تستهدف أمنه ودوره في المنطقة، ويمثل الأمن القومي الأردني أولوية مطلقة، حيث تعمل الدولة على تعزيز قدراتها الدفاعية والاستخباراتية لحماية حدودها ومؤسساتها. كما تولي أهمية كبيرة للاستقرار الداخلي باعتباره الأساس في مواجهة التحديات الخارجية، ويتبع الأردن نهجًا دبلوماسيًا متزنًا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يهدف إلى تعزيز مكانته الدولية وحماية مصالحه الوطنية. ويساعد هذا النهج في دعم القضية الفلسطينية والتعامل بفعالية مع التغيرات الإقليمية والدولية.
يحظى الأردن بدعم إقليمي واسع، حيث يدرك الأشقاء العرب أهمية استقراره في الحفاظ على الأمن الإقليمي. ويسهم هذا الدعم في تعزيز قدرة الأردن على مواجهة أي تهديدات تستهدف دوره ومكانته، وتعد وحدة الصف الأردني من أبرز عوامل الصمود، حيث أظهر الشعب الأردني عبر التاريخ تماسكه ودعمه للقيادة الهاشمية في مواجهة مختلف الأزمات، مما يعزز الاستقرار الداخلي ويحد من تأثير التحديات الخارجية، كما يشكل صمود الفلسطينيين في وجه الاحتلال عاملًا رئيسيًا في استمرار المطالبة بحقوقهم المشروعة، وهو ما ينسجم مع الموقف الأردني الثابت في دعم القضية الفلسطينية سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا.
تمثل القيادة الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، أحد الركائز الأساسية في الدفاع عن الأمن الوطني والقضية الفلسطينية. ويظهر ذلك بوضوح من خلال الدور الذي يلعبه الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ورفضه أي محاولات للمساس بالحقوق الفلسطينية أو التأثير على الوضع القانوني للمدينة المقدسة، وتعد الوحدة الوطنية درعًا يحمي الأردن من المخاطر الداخلية والخارجية، حيث أظهر الأردنيون تماسكهم في مواجهة الأزمات، مما يعزز الاستقرار الوطني ويحافظ على قوة الدولة في ظل التحديات المحيطة.
تتميز المنظومة الأمنية والعسكرية الأردنية بكفاءة عالية، حيث تؤدي دورًا حيويًا في تأمين الحدود، والتصدي للتهديدات الإرهابية، وحماية الدولة من أي مخاطر تمس سيادتها، ويتمسك الأردن بثباته في دعم حقوق الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما يرفض بشكل قاطع أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب أمنه وسيادته الوطنية، ويواصل جهوده الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي لحماية الحقوق الفلسطينية.
يولي الأردن أهمية كبرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية، من خلال تعزيز التنمية المستدامة، وتشجيع الاستثمار وريادة الأعمال، مما يعزز قدرة الدولة على اتخاذ قرارات مستقلة تخدم مصلحة الوطن والمواطن ويتبع الأردن سياسة خارجية قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين، مما يضمن له دورًا فاعلًا في القضايا الإقليمية والدولية. ويسهم هذا النهج في تعزيز مكانته الدبلوماسية ودعم مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والأمن الإقليمي.
من خلال هذه الركائز، يواصل الأردن حماية أمنه الوطني والتصدي للتحديات الإقليمية بثقة وثبات. وبقيادة هاشمية حكيمة، وشعب موحد، وأجهزة أمنية قوية، يثبت الأردن قدرته على الصمود ومواجهة التحديات، محافظًا على استقلاله وسيادته ودوره الفاعل في المنطقة.
د. علي الجبور07-02-2025