مقالات
أخر الأخبار

سلهب تكتب : الأردن.. حصن العروبة وسند فلسطين

22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي

في لحظات تختبر فيها الأمم جوهرها، وتنكشف فيها المواقف بين ثابت ومتبدل، يظل الأردن، ملكًا وشعبًا، على عهد لا يتزعزع تجاه فلسطين وقضيتها العادلة.

ليس من قبيل الشعارات أو العبارات الرنانة، بل هو موقف متجذر في التاريخ، تؤكده أفعال حازمة وقرارات تنطلق من ثوابت لا تعرف المساومة.

اليوم، والعالم يراقب فصول المأساة في غزة، يرتفع الصوت الأردني، ممثلًا بجلالة الملك عبدالله الثاني، ليؤكد رفضه القاطع لأي محاولة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، أو فرض حلول تتجاوز حقوقهم الوطنية المشروعة.

هذا الموقف ليس وليد اللحظة، بل امتداد لعقود من الالتزام الأردني بقضية فلسطين، من الرعاية الهاشمية للمقدسات، إلى الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تعيد توجيه بوصلة العالم نحو حقيقة الصراع.

لكن الموقف الأردني لا يقتصر على الخطاب السياسي، بل يترجم إلى عمل إنساني ملموس.

فمنذ بداية العدوان، كانت المستشفيات الميدانية الأردنية أول من احتضن الجرحى، وكانت القوافل الإغاثية تصل تباعًا إلى القطاع المحاصر، في رسالة واضحة: فلسطين ليست وحدها، والأردن لن يكون متفرجًا على مآسيها.

وإذا كان للأردن هذا الموقف الحازم، فلأنه يستند إلى شعب يقف قلبًا واحدًا خلف قيادته، شعب يدرك أن تهجير الفلسطينيين أو كسر إرادتهم ليس شأنًا يخص فلسطين وحدها، بل هو تهديد للأمة بأسرها.

لهذا، كان الأردنيون في كل محفل، في الشارع، في الجامعات، في المؤسسات، وفي الأحزاب السياسية صوتًا واحدًا يرفض أي مساس بحقوق الأشقاء الفلسطينيين، ويدعو العرب والمسلمين إلى تجاوز حساباتهم الضيقة والوقوف صفًا واحدًا أمام محاولات تصفية القضية.

اللحظة الراهنة لا تحتمل الحياد، ولا تقبل أنصاف المواقف.

آن الأوان لعالم عربي يتحدث بصوت موحد، وآن الأوان لحسم الخيارات في صف العدالة والحق.

الأردن اختار موقعه منذ عقود، وسيظل ثابتًا فيه: نصيرًا لفلسطين وأرضها وشعبها، مدافعًا عن القدس، وحصنًا منيعًا أمام كل المخططات التي تحاك في الظلام.

حفظ الله الأردن، وحفظ الله فلسطين حرة عربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى