الدهيسات تكتب : التّربية الإعلامية للشّباب المنبر الحقيقي لطريقهم نحو مستقبل أفضل

22 الاعلامي – بقلم: إسراء امضيان الدهيسات
تُعدّ التربية الإعلامية للشّباب مُهمة وضرورية في ظلّ التطوّر السّريع لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الشّباب أكثر عُرضةً لمختلف أنواع المعلومات، سواء كانت موثوقة أو مُضلّلة، وهنا تبرز أهمية التربية الإعلامية كأداة ضرورية لتمكين الشّباب من التعامل النقدي والواعي مع المحتوى الإعلامي، وتحليل الرسائل التي يتلقونها يوميًا، وتعزيز قُدرتهم على التّمييز بين الحقائق والأخبار المزيفة، وتمييز الإعلام الحقيقي من إعلام المنصات الشّخصية والتي تثير الجدل بطريقة يصعب عليهم تمييز حقيقة الواقع.
حيث تُعرَّف التربية الإعلامية بأنها مجموعة من المهارات التي يمتلكها الأفراد وخاصة الشباب وتُمكّنهم من تحليل المحتوى الإعلامي وفهمه والتّفاعل معه بوعي ومسؤولية، فهي لا تقتصر على تعليمهم كيفية استهلاك المعلومات فقط، بل تمتد إلى تطوير قدراتهم في إنتاج المحتوى الإعلامي بأنفسهم، مما يسمح لهم بالتّعبير عن آرائهم وقضاياهم بأسلوب راقٍ ومسؤول.
وتُعتبر التربية الإعلامية منبرًا حقيقيًا يُتيح للشّباب عرض احتياجاتهم وطموحاتهم بطُرقٍ مبتكرة ومُتعدّدة، فمن خلال وسائل الإعلام الحديثة، يستطيع الشّباب إيصال أصواتهم إلى العالم، والتفاعل مع القضايا المجتمعية التي تهمهم، كما تمنحهم القدرة على المشاركة الفاعلة في النقاشات العامة واتخاذ مواقف واعية تجاه مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
علاوةً على ذلك، تُسهم التربية الإعلامية في تعزيز روح الإبداع والابتكار لدى الشباب، حيث تُوفّر لهم الأدوات اللازمة لإنشاء محتوى يعكس أفكارهم وقيمهم بأسلوب إيجابي ومُؤثّر، مِمّا يساعدهم على بناء مستقبل مهني ناجح في مجالات الإعلام والاتصال.
كما تُساعد التّربية الإعلامية الشّباب على الحفاظ على هويّتهم الثقافية من خلال تقدير ثقافتهم الوطنية والانفتاح على الثقافات الأخرى دون التأثر السطحي بها، وهو ما يعزز لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
وختامًا، فإن التربية الإعلامية ليست فقط أداةً لفهم الإعلام، بل هي سلاح لتمكين الشباب من صناعة مستقبلهم بأيديهم، لذلك فإنّ تعزيز التّربية الإعلامية بين الشّباب ليس مُجرّد خيار؛ بل هو ضرورة ملحّة لمواكبة العصر الرقمي المتسارع، لتمكينهم من القدرة على التفكير النقدي، وإكسابهم المهارات الإعلامية اللازمة، وبتلك المخرجات نتفائل ببناء جيل واعٍ، منتمٍ لوطنه، قادر على التعبير عن نفسه بمسؤولية، ومؤهَّل للمشاركة الفاعلة في تنمية مجتمعه.