مقالات
أخر الأخبار

الدهيسات يكتب : ذكرى تعريب الجيش العربي الأردني: قرار سيادي رسّخ استقلال الوطن

22 الاعلامي – بقلم: الدكتور عامر الدهيسات

في الأول من آذار من كل عام، يقف الأردنيون وقفة عز وفخر وهم يستذكرون واحدة من أعظم المحطات التاريخية في مسيرة الوطن، ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي الأردني عام 1956، حينما اتخذ المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، قراره الشجاع بإعفاء الجنرال كلوب من منصبه، وإنهاء القيادة الأجنبية على الجيش، ليصبح جيشاً عربياً أردنياً خالصاً في عقيدته وقيادته.

لم يكن هذا القرار مجرد خطوة إدارية أو عسكرية، بل كان إعلاناً صريحاً عن السيادة الوطنية، وترسيخاً لاستقلال الأردن الناشئ آنذاك، ورسالة واضحة بأن الأردن قادر على إدارة شؤونه وحماية أرضه بقدراته الوطنية.
لقد جاء القرار في وقت كان فيه الوطن العربي يرزح تحت وطأة الهيمنة الاستعمارية، فكان خطوة جريئة تعبر عن إرادة القيادة الهاشمية الراسخة وإيمانها المطلق بأبناء الوطن.

إن تعريب الجيش لم يكن مجرد تغيير في المناصب، بل كان بداية لمرحلة جديدة من التحديث والتطوير، حيث انطلقت مسيرة بناء جيش قوي ومهني، يرتكز على العقيدة القتالية النابعة من الانتماء للوطن والأمة.
وقد أثبت الجيش العربي الأردني منذ ذلك الحين، وفي مختلف المراحل، أنه درع الأمة وسياجها الحصين، مشاركاً في الدفاع عن قضايا الأمة العادلة، ومؤدياً دوره الوطني والإنساني في الداخل والخارج.

واليوم، ونحن نعيش هذه الذكرى العزيزة، نشعر بمسؤولية الحفاظ على إرث أجدادنا من الجيش العربي المصطفوي، ونستذكر تضحيات جنوده الذين سطروا أروع البطولات في ميادين الشرف. كما نؤكد على أهمية مواصلة دعم قواتنا المسلحة وتعزيز قدراتها لتبقى دائماً في طليعة الجيوش المدافعة عن الحق والعدل.

رحم الله جلالة الملك الحسين بن طلال، باني مجد الجيش وقائد قرار التعريب، وحفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحمى الله الأردن وجيشه العربي الباسل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى