مقالات
أخر الأخبار

المواجدة تكتب : الجيش العربي وين ؟ أقول اسألوا أهل غزة: من أول من وصل؟ واسألوا الميدان: من بقي؟واسألوا الضمير: من يستحق أن يُهان؟

22 الاعلامي – بقلم : ليندا المواجدة

سؤال تردد ، وكأنه اتهام في غير مكانه، وكأن من وقف على الأرض وفي السماء، وعرّض حياته للخطر من أجل إنقاذ الآخرين، لم يكن موجودًا أصلًا ، لكن الحقيقة لا تُرى في منشورات عابرة، بل تُلمس من قلب الميدان، وأنا كنت هناك ، كصحفية أردنية، شاركت في عمليات الإنزال الجوي مع طائرات سلاح الجو الملكي الأردني لإيصال المساعدات إلى غزة، وكنت شاهدة بعيني على حجم التضحيات التي يقدمها رجال الجيش العربي، رأيت الطيارين يعيدون التحليق في وجه الخطر لضمان إيصال المساعدات،
ورأينا الجنود والأطباء الأردنيين يعملون في المستشفيات الميدانية وسط الدمار، يُجْرون العمليات الجراحية الدقيقة، ويقفون على الحدود، وفي عمق القطاع، وعلى امتداد سماء فلسطين، بقلوبهم مع أهل غزة، لا مع أنفسهم ، بينما كان البعض يهتف “وينه الجيش؟”، كان هو في السماء، على الأرض، في المستشفيات، في كل مكان يُحتاج فيه إلى رجولة وإنسانية ، هذا ليس جيشي فقط، هذا جيش الأمة… جيش عربي بالمعنى الحقيقي ، فمنذ بدء الحرب على غزة، وبتوجيهات ملكية سامية، سخّرت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي – كل إمكانياتها لدعم الأشقاء، فنفذت 122 عملية إنزال جوي إلى غزة، شارك فيها جلالة الملك وولي العهد والأميرة سلمى بأنفسهم، وأُقيم جسر جوي مستمر من مطار ماركا إلى العريش نقل أكثر من 886 طناً من الإمدادات، إضافة إلى المستشفيات الميدانية في جنوب وشمال القطاع ونابلس، والتي استقبلت أكثر من 494 ألف حالة مرضية، وأجرت أكثر من 2950 عملية جراحية، منها عمليات معقدة تُجرى لأول مرة في ظروف حرب. كما أُطلق مستشفى ميداني متخصص بالنسائية والتوليد هو الأول من نوعه في العالم، بإدارة 82 كادراً طبياً منهم 55 نشمية أردنية ، ولأن المعركة في غزة لا تُقاس فقط بالرصاص، أطلقت القوات المسلحة مبادرة “استعادة الأمل” لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين، بإمكانية استخدام الطرف بعد ساعة واحدة فقط من تركيبه، وعيادتين متنقلتين في قلب القطاع تستهدفان 14 ألف مصاب، في رسالة إنسانية تعيد الحياة لمن ظن أنه فقدها ، وعلى الأرض، تم تسيير أكثر من 3535 شاحنة محمّلة بالمساعدات عبر المعابر البرية، لتكون يد الجيش العربي ممدودة دومًا لأهلنا في غزة.

هذا الجيش لا يُسمى عبثًا بالجيش العربي، فهو لم يحمل همّ الأردن فقط، بل كان دومًا في ميادين الأمة ، لم يغِب، بل غبتم أنتم عن رؤيته ، لم يدخل في ضجيج، بل دخل إلى عمق الألم ، وحين سألوا “وينه الجيش؟”، كان الجواب: هناك، حيث لا تصل الكاميرات، حيث لا يُكتب الكثير، لكن يُصنع الفرق العظيم ،

ولا بد لنا إلا أن نترحم على مُعرّب الجيش، وصانع المجد، وباني نهضة الأردن الحديث، الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وأن نفخر ونعتز بالجيش العربي الأردني، حامي الحمى والحدود، حارس أرض الوطن وسماء المملكة، الذي استمر في أداء واجبه المقدس في حماية الأردن، واستطاع أن يكون مثالًا في المهنية والانضباط والتضحية، وأن نجدد الولاء والانتماء لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسير على خطى والده وجده في دعم القوات المسلحة وتطويرها، لتبقى رمزًا للقوة والاستقرار، ودرعًا حصينًا لهذا الوطن ، ولن ننسى ايضا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني
تجاه فلسطين وما يجري في قطاع غزه لهذا اليوم فقد كان ومازال الصوت العربي والفلسطيني الذي وضع العالم أمام مسؤولياته لِلجم الاحتلال عن جرائمه والمطالبه بإيقاف نزيف الدم في غزه ،

وأخيرًا، أدعو الله العلي العظيم أن يحفظ الأردن، ويبقي رايته عالية خفاقة، ويمنّ عليه بالأمن والأمان والاستقرار. فسَلامٌ على الأوفياء الذين حملوا السلاح دفاعًا عن الوطن، وسَلامٌ على أرواح الشهداء الذين كتبوا بدمائهم تاريخ المجد والكرامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى