
22 الاعلامي – بقلم : ايمن ذنيبات
في السنوات الأخيرة تحوّلت وسائل التواصل الاجتماعي من أدوات ترفيه وتواصل إلى جزء أساسي من حياة جيل الشباب. ورغم ما تقدمه هذه المنصات من فرص للتعبير والتفاعل إلا أنها أصبحت في الوقت ذاته مصدرًا لضغوط نفسية متزايدة تؤثر على ثقة الشباب بأنفسهم واستقرارهم العاطفي وصحتهم الذهنية.
وسائل مثل إنستغرام وتيك توك تعتمد على الصور المثالية والمحتوى السريع الجاذب ما يدفع المستخدمين خصوصًا المراهقين إلى مقارنة أنفسهم بصورة مستمرة مع الآخرين،ومع الوقت تتحول هذه المقارنات إلى مشاعر قلق واكتئاب خاصة حين تقترن برغبة مستمرة في نيل الإعجاب والقبول حتى انه لم يعد التفاعل الحقيقي هو المهم بل عدد الإعجابات والمشاهدات.
أظهرت دراسات حديثة صادرة عن جامعة كاليفورنيا، أن هناك علاقة واضحة بين الاستخدام المكثف للسوشيال ميديا وارتفاع معدلات التوتر والاكتئاب بين الشباب. كما بات الإدمان الرقمي سمة واضحة؛ لأنه يقضي كثير من المراهقين أكثر من 5 ساعات يوميًا في التصفح وهو ما يؤثر على نومهم و تركيزهم وحتى على علاقاتهم الواقعية.
واحدة من أبرز المشكلات أيضًا هي التنمر الإلكتروني الذي يتعرض له كثير من الشباب من خلال التعليقات أو الرسائل السلبية، مما يزيد من الشعور بالعزلة وانخفاض تقدير الذات.
لكن في المقابل، لا يعني ذلك أن الحل هو الانسحاب الكامل من هذا العالم الرقمي، بل يكمن في التوازن. التوعية النفسية ومراقبة المحتوى وتشجيع الشباب على الانخراط في علاقات واقعية ونشاطات خارج الشاشات، يمكن أن تساعد كثيرًا في تخفيف الأثر النفسي لهذه المنصات.
في النهاية، السوشيال ميديا ليست عدوًا، لكنها سلاح ذو حدين وعلينا كمجتمع أن ندعم الشباب لاستخدامها بوعي وأن نتيح لهم مساحات آمنة للتعبير عن أنفسهم بعيدًا عن الضغوط والمثالية الزائفة.