
22 الاعلامي – بقلم : أماني قاسم
في الآونة الأخيرة شهدت الساحة الأردنية بعض المسيرات التي حملت شعارات أساءت للجيش الأردني المؤسسة التي طالما كانت الركيزة الأساسية لحماية الوطن واستقراره هذه المسيرات التي استغلها البعض لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية أثارت القلق بين أبناء الشعب الأردني حول استقرار البلاد وتماسك جبهتها الداخلية ورغم أن حرية التعبير مكفولة بموجب الدستور الأردني، إلا أن هناك حدودًا واضحة لا ينبغي تجاوزها خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمؤسسة الجيش التي تمثل خط الدفاع الأول عن أمن المملكة فالجيش الأردني ليس مجرد مؤسسة عسكرية بل هو جزء لا يتجزأ من هوية الأمة الأردنية على مر السنين قدم الجيش الأردني تضحيات عظيمة من أجل الحفاظ على الأمن الداخلي وحماية الحدود والمشاركة في العديد من المهام الإنسانية في الداخل والخارج ومن هنا فإن أي إساءة للجيش تمثل إساءة للوطن بأسره وقد جاء رد عضو مجلس الأعيان هزاع المجالي ليعكس القوة والجدية في التعامل مع هذه الإساءات، حيث قال: “الجيش مو نايم، إنت الي نايم” كلمات بسيطة لكنها تحمل رسالة واضحة مفادها أن الجيش الأردني يقظ ومستعد لمواجهة أي تهديد أو إساءة ليس الجيش الأردني مجرد كيان عسكري بل هو جهاز حيوي يقوده أفراد غيورون على أمن الوطن ومستعدون لبذل أرواحهم في سبيله .في إطار ردود الفعل على هذه الحملة كان لرئيس مجلس الأعيان، دولة فيصل الفايز، تصريح قوي حيث قال: “اللسان الذي يسيء للثالوث المقدس سيقص” هذا التصريح يعكس الجدية التي يتعامل بها كبار المسؤولين في المملكة مع أي محاولة لإحداث فتنة أو تدمير النسيج الاجتماعي الأردني الفايز شدد على أن هناك خطًا أحمر عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن وأنه لا يمكن لأي شخص أو فئة العبث بهذا الأمن من خلال مسيرات غير مسؤولة أو حملات مغرضة.
إن الأردن يواجه العديد من التحديات على مختلف الأصعدة سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي إلا أن تماسك الشعب الأردني ووقوفه خلف قيادته وجيشه هو ما يضمن استقرار البلاد لا يمكن لأي فئة أو حركة سياسية أن تشوه هذه الصورة من خلال محاولات مستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار. على مر العصور كان الأردن نموذجًا في التعايش السلمي بين كافة فئاته وطوائفه وكان الجيش الأردني هو الرمز لهذا التماسك والوحدة من هنا يجب على الجميع إدراك أن الاستقرار والأمن في الأردن ليسا مقتصرين على الأفراد أو الحركات السياسية بل هما مسؤولية جماعية يتشارك فيها كل مواطن الجيش الأردني هو ليس فقط جيش دفاع، بل هو جيش حماية للسلام الداخلي لذا يجب علينا جميعًا احترامه ورفع شأنه وفي حال حاول أي فرد أو فئة المساس بهذه المؤسسة الوطنية يجب على الشعب الأردني أن يتوحد ويرفض أي محاولة لزعزعة أمنه واستقراره إن الإساءة إلى الجيش الأردني أو التشكيك في دوره لن تمر بسهولة في المملكة الأردنية الهاشمية كما أكد كل من هزاع المجالي وفايز الطراونة، هناك خطوط حمراء يجب على الجميع احترامها وعلى كل من يحاول المساس بالأمن الوطني أن يدرك أن الرد سيكون حازمًا لنعمل جميعًا على حماية وطننا والوقوف صفًا واحدًا خلف جيشنا الباسل فالأمن مسؤولية الجميع.