
22 الاعلامي – بقلم : محمد طه المعايطة
يُعدّ الأردن في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي مستند إلى أبعاد تشريعية وفكرية وأمنية وعسكرية. وينطلق موقف الأردن من ظاهرةِ الإرهاب والتطرف بشكل أساسي من رسالة القيادة الهاشمية وشرعيّتِها ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني الذي يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبثّ العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب.
ويعمل الأردن مع المجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرّدَ تحدٍّ يواجه دولةً أو منطقةً أو مكوناً بعينِه، بل هو استهدافٌ يصل درجةَ التهديد، ويطال المجتمعَ الدولي بأسره. كما أن أكثر ضحايا الإرهاب هم المسلمين أنفسهم، فهذا الوباء لا يميّز بين ملّة وأخرى أو عرْق وآخر، بل يسعى لتفتيت المجتمعات، ويجد بيئته الحاضنة في الخراب والتهجير وفي الترويع والقتل والاحتلال.
ويشدّد الأردن على أهمية الاستجابة لتهديد الإرهاب بشكل شامل يضمن إحلال السلم والأمن، ويدعم الحلول السياسية وبرامج التنمية، ويعالج المصادر التي تغذّي الإرهاب والعنف. ويؤكد الأردن أنّ حلّ الصراعات والأزمات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، من شأنه تجفيف البيئة الحاضنة للتطرف والإرهاب ومواجهة الدعاية التي تتبنّاها الجماعات الإرهابية.
ويؤكد الأردن ضرورةَ الامتثال والتطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب الأخرى ذات الصلة التي تستهدف تجفيف منابع الإرهاب، وتأطير عملية إدراج المجموعات الإرهابية والأفراد ضمن قوائم الأمم المتحدة للعقوبات، ومجابهة ظاهرة المقاتلين الأجانب المنضمّين للعصابات الإرهابية في مناطق النزاع، وإدانة جرائم عصابة الإرهابية والتشديد على ضرورة مواجهة الخطر غير المسبوق الذي تمثله على الأمن والسلم الدوليين.
إنّ الأردن، وكما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، يعمل على محاصرة المتطرفين ومَن يناصرهم، ويوظف كل طاقاته وإمكاناته للتصدي لمخاطر التطرف، ويطلق المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان والمذاهب والحضارات، وتبيان الوجه الناصع الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف ورسالته السمحة العظيمة، ومن هذه المبادرات: “رسالة عمّان” و”كلمة سواء” و”أسبوع الوئام العالمي بين الأديان”، وغيرها من المساهمات الأردنية الفاعلة على المستويين الإقليمي والدولي.
محمد طه المعايطة