
22 الاعلامي – بقلم: د. آلاء سلهب التميمي
في زمنٍ تكثر فيه الشعارات وتقل فيه الأفعال، يبقى الزميل الصحفي علي فريحات رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في معادلة العمل النقابي والإعلامي. أقولها من القلب، ومن موقع المتابعة والاحترام: قليل من يشبهك يا علي في هذا الوسط. قليل من يجعل من العمل النقابي والمهني رسالة ومسؤولية لا مصلحة فيها ولا مجد شخصي.
منذ سنوات، والزميل علي فريحات كان عنوان للثقة وضمانة حقيقية لحقوق الزملاء والزميلات. وجوده داخل المجلس شكّل على الدوام عنصر توازن وصوت العقل والحكمة، في مرحلة نحتاج فيها من يقف بثبات مع قضايا المهنة، ويدافع عن زملائه دون تردد أو حسابات ضيقة.
نصير للصحفيين، لا يعرف التمييز ولا ينتظر الشكر، يحمل هموم المهنة على كتفيه، ويعمل بصمت وإخلاص، فكان حضوره دائمًا فاعلًا، ومداخلاته مهنية، ومواقفه شاهده على وفائه للمهنة والزملاء. لم يتوانَ يومًا عن مناصرة الزملاء، ولم يغلق بابه أمام من قصده لحاجة مهنية أو شخصية، مؤمنًا بأن من يتصدر العمل العام يجب أن يكون خادمًا للجميع، دون استثناء.
وما يميّز الزميل علي فريحات ليس فقط دوره النقابي، بل تجربته الإعلامية الغنية والمتنوعة، فهو صاحب قلم رصين، وناشط في ميادين الإعلام البيئي والسياحي، وله بصمة واضحة في العمل التطوعي والاجتماعي، ما جعله نموذجًا للإعلامي المتكامل، الذي يربط بين المهنية والإنسانية، وبين الكلمة والموقف.
أربعة دورات متتالية في مجلس نقابة الصحفيين، لم تكن محض صدفة أو مجاملة، بل كانت نتيجة مباشرة لثقة مستحقة، وحضور وازن، وأداء مشهود له من الجميع. ومن يتابع مسيرته يلحظ حجم التكريم الذي ناله، وحجم المسؤوليات التي حملها، سواء كعضو مجلس، أو ناطق إعلامي، أو منسق لجنة الفروع، أو مشرف على المكاتب الصحفية في جرش وعجلون.
واليوم، ومع اقتراب انتخابات نقابة الصحفيين، أجد لزامًا عليّ أن أرفع صوتي وأقولها بكل وضوح: نحن بحاجة إلى الزميل علي فريحات، إلى من يجعل من العمل النقابي واجبًا لا مكسبًا، ومن الكلمة الصادقة موقفًا لا شعارات.
أدعو الجميع بكل محبة وإيمان، أن يمنحوا الصحفي علي فريحات الثقة من جديد، ليكمل مسيرة العطاء التي بدأها بإخلاص، ويواصل الدفاع عن حقوقنا ومكتسباتنا في نقابة لا نريد لها إلا أن تبقى قوية، موحدة، وفاعلة.
شكرًا للزميل علي فريحات… ولكل من يحمل الهمّ العام بضمير حيّ ويد نظيفة وقلب صادق.