×
آخر الأخبار

كتابتي مثل طين الشتاء / زيد الطهراوي

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - كتب زيد الطهراوي

أنا يا جدة الحي أكتب و خير من يفهمني هو أنت التي خبأتي في أعماقك أوراق الذكريات و أشجان الدوالي المتماسكة لذلك أشعر بالخجل و أنا أشرح أسرار كتابتي أمامك



و لكن لا حيلة لي في هذا فأنت تظنين أنني أحقد على البشر

و لكنني أصورهم على حقيقتهم بآلة تصوير بدائية ليعترفوا بحجم خسارتهم أمام سباق السمو الإنساني



مع أنك دائماً تقولين : إن زماننا أحسن من زمانكم ؛ زماننا زمن الطيبة و التكافل ، ثم تتحسرين على أوقات لا تعود



أما أنا فقد احترمت واقعي و ذكرياتك فجميلة هي أيامك ما دامت كما تصفين و أما واقعي فمن المحال أن أصفه بأنه أجنحة الرياحين و سنابل الذهب المدودة إلى ما بعد الجبال

و غلال الورد المتمايلة بأريجها فوق شموع الكادحين



أنا يا جدة الحي أتنفس حين أكتب و أشرب أعباء الحاضر

و أسترسل أحياناً في وصف الأسى لأن ذلك الاسترسال هو طريقي في انتشال الزهور من أحضان المدفأة



و ما زلت مصراً على ما قلت و ما كان قولي انتفاضة مكلوم أبرأ منها سريعا فهؤلاء الذين أخبرتك عنهم هم الذين يأتون بالمصائب لأنهم يريدون أن تأتي المسرات بلا حركة منهم أو يستعجلون قدومها فيغضبون و يضعون العقبات في طريق الأمنيات فلا يعتبرون بتطورات الكائنات



و تذكري معي يا جدة الحي أن الشتاء ينقذ الأرواح من الظمأ و لا يجرؤ الجوع أن يسير في الطرقات إذا أطلت الثمار التي أنضجتها قطرات الغيوم و مع ذلك فإن من الناس من يكره طين الشتاء و يستقبله بالتأفف و النكد