آخر الأخبار

الرشدان يكتب : التمريض والتثقيف الصحي : دور التمريض في دعم الوعي بلقاحات الأمراض المُعدية

{title}
22 الإعلامي   -

22 الاعلامي - بقلم : مؤمن الرشدان



لا يخلو العالم من الأمراض الوبائية أو الأمراض المُعدية وكان هذا الأمر منذ زمن طويل، حيث كان العالم يُعاني من أمراض مُعدية عديدة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة

ولعب التمريض دورًا بارزًا عبر التاريخ في دعم جهود مكافحة هذه الأمراض من خلال تعزيز الوعي الصحي وتشجيع الأفراد على الوقاية وتلقي اللقاحات، مما جعله عنصرًا أساسيًا في حماية الصحة العامة.



وبعد أبحاث ودراسات علمية عديدة على هذه الأمراض المعدية التي أطاحت بالبشرية بدأ العلماء وأصحاب الاختصاص بعد مدى طويل بالبحث عن علاج لهذه الأمراض وبعد تجارب عديدة أيضًا وصلوا إلى المطاعيم واللقاحات بعد دراسات وبحوث علمية كبيرة.



تُعد اللقاحات من أهم العلاجات التي تحد من خطر الإصابة بالمرض من خلال ارتكازها على وسائل الدفاع الطبيعية للجسم لبناء القدرة على حمايته فعندما تتلقى اللقاح تكون هناك استجابة من جهازك المناعي إذ إنه يتعرف على الجرثومة الغازية أو الوبائية فينتج الأضداد والمقصود بالأضداد: هي عبارة عن بروتينات يُنتجها الجهاز المناعي بشكل طبيعي لمكافحة المرض فيتذكر الجهاز المناعي المرض وكيفية محاربته فإذا تعرضت للجرثومة في المستقبل فسيكون بوسع جهازك المناعي تدميرها بسرعة قبل أن تشعر بالاعتلال وبناءً على ذلك، فإن اللقاح هو وسيلة آمنة لتوليد استجابة مناعية في الجسم دون أن يسبب المرض.



وفي ذلك الوقت نجحت اللقاحات على مر السنين في تقليل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية التي كانت شائعة مثل: الحصبة، والجدري، ومرض شلل الأطفال، والسعال الديكي، ومرض السحايا.



ولم يكن اللقاح أو المطعوم واحدًا بل هناك أنواع للقاحات كان منها اللقاحات المركبة التي تحتوي على أكثر من فيروس مجتمعين مثل لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR).



وعلى الرغم من أن بعض الأمراض أصبحت نادرة إلا أن الجراثيم التي تسببها لا تزال منتشرة في بعض أنحاء العالم أو في جميعها. وفي عالمنا اليوم يمكن للأمراض المعدية أن تعبر الحدود بسهولة وأن تُصيب أي شخص لا يتمتع بالحماية.



ومن هنا يبدأ دور التحفيز في تلقي المطاعيم واللقاحات، وذلك للحد من انتشار الأمراض الوبائية، حيث إن أغلب اللقاحات تُعطى عادة أثناء الطفولة لحمايتهم من تلك الأمراض ولتوليد أجسام مضادة تعمل على تحفيز الدفاعات الطبيعية في جسم الإنسان مما يُهيئه لمكافحة الأمراض على نحو أسرع وأكثر فعالية.



بعض فوائد اللقاحات في حماية جسم الإنسان:



وبعد الإحصائيات العديدة نستنتج فوائد اللقاحات والفارق بين الماضي والحاضر فيما يخص وضع البشرية تجاه الأمراض الوبائية أو المعدية، ومن هذه الفوائد:



تساعد اللقاحات جهاز المناعة الموجود في جسمك على مكافحة الالتهابات بفعالية أكبر من خلال إطلاق استجابات المناعة ضد أمراض محددة وبعد ذلك، إذا اجتاح الفيروس أو الجرثومة جسمك في المستقبل سيكون جهاز المناعة لديك مدركًا لكيفية مكافحتهما.



وتُساهم أيضًا اللقاحات في أنها تحتوي على أجزاء موهّنة أو معطّلة من كائن حي معين (مستضد) تؤدي إلى استجابة مناعية داخل الجسم كما تحتوي بعض اللقاحات الحديثة على المخطط الأولي لإنتاج المستضدات بدلًا من المستضد نفسه.



وقد أظهرت التجارب السريرية التي أُجريت على اللقاحات أنه من الممكن أن تظهر في الأيام الأولى بعد تلقي المطعوم أو اللقاح آثار خفيفة إلى معتدلة على متلقي اللقاح، والتي تختفي تلقائيًا، ومنها: أعراض موضعية (ألم، تورم، احمرار في موضع الحقن…).



وقد تحدث أيضًا بعض الأعراض العامة عند تلقي اللقاح وذلك لأنه يولد أجسامًا مضادة كما تحدثنا عنها مسبقًا ومن تلك الأعراض: حرارة، صداع خفيف، ألم في العضلات والشعور بالبرودة في بعض الأحيان.



إلا أنه لا يوجد تخوف من هذه الأعراض وذلك لأنها ناتجة عن وجود جسم غريب داخل جسم الإنسان يحتاج إلى وقت قصير للاستجابة المناعية له.



ومع هذه الأعراض الجانبية للمطاعيم واللقاحات نجد لها الفائدة الكبيرة التي تنعكس إيجابيًا على العالم وذلك من خلال الحد من انتشار الأمراض المعدية والأوبئة التي أطاحت بالبشرية.



وفي هذا السياق، يبرز دور التمريض كعنصر أساسي في تعزيز وعي المرضى بأهمية تلقي اللقاحات. إذ يقوم الممرضون بتثقيف المرضى حول أهمية التطعيم، وشرح الأعراض الجانبية البسيطة التي قد تظهر بعد تلقيه، مما يُساهم في تخفيف المخاوف وزيادة الطمأنينة لديهم كما يلعب التمريض دورًا فعّالًا في تقديم الدعم النفسي والمعنوي والتأكيد على فوائد المطاعيم في الوقاية من الأمراض والمتابعة مع المرضى بعد تلقي اللقاح إذا لزم الأمر. هذه الجهود تُعزز من ثقة الأفراد بالنظام الصحي وتشجعهم على اتخاذ خطوة الوقاية.



والآن أصبح تلقي اللقاحات والمطاعيم سهلًا جدًا، وذلك من خلال توفرها في المراكز الصحية والمستشفيات والتي أصبحت تنظم مواعيد خاصة للمواليد والأطفال ولا ننسى دور المدارس أيضًا، حيث لها دور فعّال في توعية طلابها وإيصال الصورة الصحيحة لهم فيما يخص المطاعيم واللقاحات والتي تنعكس إيجابيًا على صحتهم وصحة مجتمعاتهم فحمايتهم وحماية أنفسنا واجبة علينا، فلا بد أن نكون ملتزمين حرصًا على سلامة أنفسنا وسلامة الآخرين.